أكد وزير الخارجية المصري د. محمد كامل عمرو أن الطريق الجديد الذي يصل بين مصر والسودان والمعبر المشترك بينهما سيتم افتتاحه خلال أيام، مما يسهل عملية التجارة والانتقال بين البلدين. وقال عمرو فى مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني د. علي كرتي بعد لقاء الأخير برئيس الجمهورية د. محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية أمس السبت - إن ملف العلاقة بالسودان يحتل أولوية قصوى فى العلاقات الخارجية المصرية وشهد تطورا ملحوظا خلال الشهور الأخيرة. وأضاف عمرو أنه التقى بنظيره السوداني عدة مرات خلال الشهور الماضية وبصورة دورية، مشيرا إلى أن لقاء رئيس الوزراء د. هشام قنديل ثم رئيس الجمهورية د .محمد مرسي بوزير الخارجية السوداني والوفد المرافق له السبت تم الاتفاق خلاله على تطوير التعاون المصري السوداني فى كافة المجالات. وقال عمرو إنه سيتم افتتاح فرع للبنك الأهلى فى السودان، وكذلك افتتاح الطريق الدولى الجديد بين البلدين والذي سيمكن المصري أن ينتقل من الإسكندرية إلى الخرطوم مباشرة وسيتم افتتاح معبر جديد بين البلدين لتسهيل انتقال البضائع والأفراد من خلاله عبر الطريق البري. وقال عمرو إن الطريق والمعبر الجديد سيشجع الاستثمار وانتقال العمالة بين البلدين وسيترتب عليه أشياء أخرى كثيرة جدا، منها تشجيع الاستثمار الزراعي بين مصر وليبيا والسودان ونقلها بسهولة جدا، مشيرا إلى أن تكلفة نقل طن السلع من السودان إلى مصر عبر النقل الجوي تتكلف 1200 دولار، بينما عبر النقل البري تتكلف 200 دولار فقط، مما ينعكس بالإيجاب على خفض أسعار السلع المنقولة بين البلدين. وأكد وزير الخارجية أن اللقاء شهد تطابقا تاما فى الآراء بين البلدين حول القضايا المطروحة مؤكدا أنه يعتبر مصر والسودان بلدا واحدا. وقال عمرو إن هناك روحا جديدة تسود وتنعكس على العلاقات المصرية السودانية، مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس مرسي هي أن نسير فى ملف الحريات الأربع بسرعة. وحول الموقف من ملف النيل قال عمرو إن موقفنا متطابق تماما والمفاوضات مستمرة وليست ضد مصالح الآخرين. من جهته أكد د. على كرتي وزير الخارجية السوداني أن زيارته تأتي فى إطار وجود الإرادة المشتركة بين قيادة البلدين، خاصة بعد لقاء قيادة البلدين مؤخرا فى قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا واتفاقهما على ضرورة تفعيل التعاون المشترك. وأضاف كرتي فى المؤتمر الصحفي أن الارادة واضحة لتحريك الملفات المشتركة فى مجالات التعاون الاقتصادي، مؤكدا أن الزيارة واللقاءات ليس من بينها أي ملفات سياسية أو أمنية هي فقط ملفات تعاون اقتصادي، حيث تبحث سبل تسهيل الحركة الاقتصادية بين البلدين وتوفير الظروف الملائمة للاستثمار والتجارة والتبادل السلعي. وأضاف كرتي أن هناك اتفاقية أعددناها للتوقيع عليها، يوم الإثنين، القادم لتنظيم عملية عبور البضائع والسلع عبر معبر جديد وعبر طريق جديد بين البلدين، مما يساعد على تسهيل حركة البضائع والسلع بعد أن كان هناك صعوبة وستنتهي الأساليب القديمة للتنقل والحركة، سواء للبضائع أو الأفراد مما يجعلها أكثر سهولة. وقال كرتي إن الاتفاقية تحتاج عدة أيام إلى حين الانتهاء من إعداد المعبر الجديد، مؤكدا أن لقاءه برئيس الوزراء د. هشام قنديل تعرض أيضا إلى تيسير سبل دفع المستثمرين المصريين للاستفادة من الزراعة فى السودان، خاصة شمال السودان بعد الربط بين البلدين والاتفاقيات الجديدة، مما ييسر حركة الزراعة وتصدير إنتاجها لمصر عبر المعابر. وأضاف كرتي أن اللقاء تطرق أيضا إلى التصنيع الزراعي والصناعات التحويلية التي يمكن أن تفيد البلدين وفتح مجالات الاستثمار فى المجال، مشيرا إلى أن عددا من المستثمرين المصريين لديهم رغبة فى الاستثمار فى مجالات الزراعة والتصنيع وغيرها. وقال كرتي إن السودان سينشئ منطقة حرة فى الجانب السوداني يتاح فيها فرص الاستثمار. لافتا إلى أن ملفات التعاون الاقتصادي تضمنت البدء فى حركة جديدة وتسريع للملفات المتأخرة وفتح الباب أمام المستثمرين فى البلدين وتيسير إجراءات الاستثمار للمستثمرين من البلدين. وأشار كرتي إلى أن وزير الري المصري زار السودان قبل عيد الفطر بيومين وتم التباحث حول إستراتيجية التعاون مع دول النيل الأخرى وتم الاتفاق على التعاون المشترك بين البلدين والحركة سويا تجاه دول حوض النيل وإقناع باقي الدول بالعمل المشترك، وذلك فى إطار الحرص على مصالح البلدين ومصالح الدول الأخرى.