يواجه الأسوانيون بعد نحو عام على انقلاب يوليو الدموي، مصاعب جمة ومعاناة حقيقية بسبب غلاء الأسعار، لكن معاناتهم تفاقمت في ظل توجه حكومة الانقلاب العسكري الفاشي لرفع أسعار البنزين والسلع الأساسية. وتشهد محافظة أسوان ارتفاعا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، فقد ارتفعت أسعار الخضار والفاكهة واللحوم بأنواعها، ووصل الارتفاع في اﻷسعار إلى أكثر من 150% في بعض السلع في ظل حكم العسكر، بمقارنتها بنفس الشهر من العام الماضي. وتزداد معاناة الأهالي بمحافظة أسوان أكثر، خاصة مع شدة حرارة الجو، ومع تراجع حركة السياحة التي تعتبر المصدر الرئيسي للدخل لنسبة كبيرة من أبناء المحافظة، والتي تأثرت بعد انقلاب يوليو وفرار السياح من الحضور إلى مصر. يقول حساني محمد -موظف- أن ارتفاع الأسعار طالت جميع السلع وليس صنفا معينا، مشيرا إلى أن السبب وراء ذلك يرجع إلى فشل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحكومته الفاشلة في إدارة شئون البلاد بعد رفض الشعب المصري انتخاب من قام باعتقال أبنائهم وقتلهم. يضيف عبدالعال خليل -تاجر- أنه في ظل عدم تناسب الرواتب مع الارتفاع المستمر للأسعار وتفاقم المشاكل الاقتصادية، فإن هناك العديد من التجار قد أحجموا عن شراء واستيراد السلع بسبب ركود حركة البيع في الأسواق وإحجام المواطنين عن الشراء مثلما كان قبل الانقلاب. وتقول منة صيام -طالبة- إننا عدنا مرة أخرى لأيام حكم المخلوع، ﻷن المسئولين لا يعرفون شيئا عن غلاء الأسعار ولا يسمعون صرخات الغلابة والمواطنين من البسطاء ومن محدودي الدخل، لأن البشوات اللي بيحكموا البلد الآن في كوكب آخر وفي عالم مختلف. وتقول فاطمة حسين -موظفة- حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي سجن ولادنا، وكل اللي وصلنا لما نحن فيه الآن، مؤكدة أن مصر الآن أصبحت على فوهة بركان، والذي سوف يؤدي لثورة غضب عارمة لا يعلم نتائجها إلا الله وحده، وفي ظل رئيس غير شرعي وحكومة غير شرعية ليس لديها أي رؤية في أي شئ، بل وتضع يدها في الماء البارد. ويؤكد رمضان عبدالحميد -عامل- أن غلاء المعيشة أجبره على العمل بوظائف أخرى من أجل تأمين قوت عائلته، وذلك لأن أجري ضعيف ولا يمكنني من مواجهة ثقل المصاريف والأسعار التي إرتفعت كثيرا في البلاد مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث أو أربع سنوات. وأضاف أن أسعار الخضروات والفواكة بلغت ثلاث أضعاف ما كانت عليه سابقا وأن أسعار اللحوم تضاعفت، الأمر الذي سوف يؤدي لتفشي الجرائم والسرقات. واعتبر عبدالكريم حسان -مهندس- أن الأحداث التي شهدتها البلاد فتحت الباب أمام المحتكرين مؤكدا أن الإنقلاب هو السبب وراء غلاء الأسعار، لأنه ليست هناك دولة قائمة الآن في ظل دولة تناست دورها الرئيسي المتمثل في حماية المواطنيين وصونهم، والبحث عن وسائل متقدمة لتوفير الخدمات وتنظيم الحياة لهم بعدل وسواسية.