نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا مطولاً، أعده مراسلها في القاهرة، باتريك كينجسلي، حول سجن «العزولي العسكري السري»، حيث قالت إن مئات المصريين يتعرضون لكافة أشكال التعذيب داخل هذا السجن البعيد عن أي رقابة قضائية. وأضافت الصحيفة: «منذ نهاية يوليو الماضي يتم أخذ المعتقلين معصوبي الأعين إلى هناك قسرًا، ونحو 400 شخص ما زالوا يتعرضون للتعذيب خارج الرقابة القضائية، فالسجناء داخل سجن العزولي يتعرضون بشكل روتيني للصعق بالكهرباء والضرب وتعليقهم عراة من معاصمهم لساعات للحصول على معلومات محددة وإجبارهم على تقديم اعترافات». وتابعت: «سجناء العزولي بشكل خاص يتم اعتقالهم خارج النظام القانوني في ظروف تسمح لسجانيهم بممارسة أي إجراءات دون الخوف من أي عواقب». ونقلت الصحيفة عن أيمن، أحد المفرج عنهم من داخل هذا السجن، قوله: «العزولي ليس سجنًا عاديًا رسميًا، أنت لست موجودًا هنا، ليس هناك وثائق تقول أنك كنت هنا، يمكن أن تموت داخل السجن دون أن يعلم أحد شيئًا». وذكرت الصحيفة ، نقلاً عن ثلاثة سجناء سابقين في هذه السجن، دون أن تكشف عن هويتهم: «غالبية المعتقلين هناك من السلفيين الذين يشتبه في تورطهم في هجمات بدأت منذ فض اعتصام رابعة، وكثير منهم من سيناء، وآخرون من جميع أنحاء مصر». وقال ناشط شاب، يدعى خالد: «التعذيب يبدأ قبل أن تصل إلى السجن، واعتقلت أثناء ذهابي للعمل قبل عدة أشهر، وتعرضت للضرب والصعق الكهربائي من قبل الجنود ورجال الشرطة العسكرية قبل اقتيادي إلى سجن العزولي بساعات». وأضاف خالد: «استخدموا آلتين كهربائيتين لصعقي، وأحضروا منشفة ووضعوا ماء عليها ووضعوها على وجهي لوقف التنفس، وواصل رجال الشرطة العسكرية ضربي». وتابع خالد: «بعد أربع ساعات نزعوا ملابسي ومزقوها، وتورم وجهي وعيناي، ووضع أحد الجنود إصبعه في فكي السفلي حتى تعرض لجرح عميق». يأتي هذا فيما كشفت والدة أحد المعتقلين في سجن العزولي، والذي نقل الآن إلى سجن مدني، عن أن ابنها «عمر» تعرض للتعذيب لمدة أربعة أيام، قبل أن يوافق على قول اعتراف بالإكراه. وتقول الصحيفة: «الأم خشيت أن يكون ابنها قد تعرض للموت خلال الفترة التي قضاها في السجن، لكن عندما ظهر أمامها بدت آثار التعذيب على جسده منها جرح في أنفه تظهر منه عظام الأنف وقطع عميق في عنقه نتيجة تعرضه للضرب بعصا معدنية وجرحين كبيرين على معصميه نتيجة تعليقه عاريًا، وهددوه بالاغتصاب والإعدام ومنعوه من الذهاب للحمام لستة أيام وأبقوه معصبو العينين لعشرة أيام».