نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي يواصل استنساخ نظام التمييز العنصرى الذى كان موجودا فى جنوب إفريقيا حتى أوائل التسعينيات لتطبيقه فى مصر حتى يحصّن نفسه من أى ثورة شعبية تطيح به كما فعلت ثورة 25 يناير مع نظام المخلوع حسنى مبارك. وعقب الانقلاب مباشرة بدأ السيسي يعمل على إنشاء عاصمة إدارية جديدة – منطقة خضراء- يتحصن بها بعيدا عن شعبه الذى يعتبره قطيعا من الأوباش والهمج، كما أنشأ لحكومة العسكر مقرا فى مدينة العلمين الجديدة بعيدا عن مناطق الكثافة السكانية، ما يؤكد أنها معزولة عن الناس ولا تعمل من أجل المصريين وإنما تعمل ضدهم وتخترع كل الوسائل الممكنة لاستعبادههم وإذلالهم. كان آخر قرارات التمييز العنصرى من جانب الانقلاب قراره بمنع دخول القطارات القادمة من محافظات الصعيد إلى محطة رمسيس وإنهاء رحلات الصعايدة عند منطقة بشتيل التى تقرر إنشاء محطة قطارات الصعيد بها مما يحمل الصعايدة الكثير من الأعباء وتكاليف اضافية للمواصلات. ومع اشتعال ثورة الانتقادات ضد هذا القرار العنصرى كشفت تبريرات رموز الانقلاب عن سياسات التمييز والإذلال التى يمارسونها ضد المصريين. جواز سفر يشار إلى أن أحد المواطنين المنتمين إلى الصعيد وجَّه رسالة غاضبة إلى كامل الوزير، وزير نقل الانقلاب، عقب قراره بعدم وصول قطارات الصعيد إلى محطة سكك حديد رمسيس وتوقفها بمحطة بشتيل. وقال المواطن الصعيدي في رسالة عبر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: "انت عارف الصعيد ده كام محافظة، تعرف إنه 55 مليون مواطن في مصر من الصعيد، اللي انت عايز تمنعهم من دخول محطة رمسيس". وأضاف: "لما انت وزير وبتقول كده أومال لو مش وزير هتقول إيه، إنت كده بتمنع المواطن من دخول وطنه، لما الصعيد مهبط الرجالة ومهبط الزعماء والكرماء مايدخلوش المحطة مين يدخلها". وتابع: "في يوم من الأيام كان رئيس جمهوريتك من الصعيد، وكتير من المفكرين والكتاب والأدباء من الصعيد". وواصل المواطن رسالته الغاضبة: "طلعولنا جواز سفر نروح بيه هناك بقى كأننا داخلين دولة تانية، ليه بتهزمونا الهزيمة السيئة دي، ماحدش قالك اللي بتقوله ده غلط؟ ماحدش عدل عليك وقالك ماينفعش كده؟". واختتم: "إنت عشان ماتعرفش الصعيد بتقول كده، لو تعرف الصعيد ماكنتش هتقول كده". محطة بشتيل من جانبه زعم كامل الوزير وزير النقل بحكومة الانقلاب أن هناك مشروعا لإنشاء محطة قطارات الصعيد ببشتيل تبلغ مساحتها 57 فدانا، مشيرا إلى أن تعليمات السيسي صدرت بضرورة تخفيف الزحام من محطة مصر برمسيس. وقال الوزير فى تصريحات صحفية إنه سيتم نقل قطارات الصعيد إلى منطقة الجيزة، وهو ما يتم الآن بإنشاء محطة بشتيل وهي منطقة مخدومة ب4 طرق ( السودان- محور الزمر- ش المطار – محور 26 يوليو) بحسب تصريحاته. وزعم أن المحطة سيكون بها سوق تجارية كبيرة وورش ومناطق استثمارية، وروعي في تصميمها الشكل الفرعوني، مشيرًا إلى أن قطارات الصعيد لن تذهب لرمسيس مرة أخرى، كما زعم وزير نقل الانقلاب، أنه يتمّ إنشاء مجمع متكامل بجوار المحطة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من المحطة. تمييز أم تنظيم فى نفس السياق حاول علي عبدالعال رئيس مجلس نواب الدم الدفاع عن القرار وتبريره والتطبيل للسيسي، وزعم أنه لا يجب أن ننظر إلى مسألة منع قطارات الصعيد من الذهاب لمحطة مصر برمسيس، على أنها "تمييز". وقال عبد العال فى تصريحات صحفية : هذا نوع من التنظيم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يجوز أن تكون هناك محطة واحدة داخل القاهرة للمتجهين إلى الجنوب. كما زعم عبدالعال أن القاهرة تكدست بالفعل، ونحتاج إلى حلول، والأمر الطبيعي أن تكون هناك أكثر من محطة بالقاهرة للمتوجه إلى الجنوب. رمسيس صعيدي مجلس نواب الدم رغم تطبيله المستمر للسيسي إلا أن النواب الصعايدة لم يستطيعوا منع أنفسهم من انتقاد القرار ورفضه لشذوذه وخروجه عن كل عادات وتقاليد الشعب المصرى، وفى هذا السياق أبدى محمد سليم، عضو مجلس نواب الدم عن دائرة كوم أمبو بأسوان، اعتراضه على قرار وزارة نقل الانقلاب بتوقف قطارات الصعيد في محطة بشتيل وعدم وصولها إلى محطة مصر بميدان رمسيس. وقال سليم فى تصريحات صحفية إن «رمسيس أصلًا صعيدي، ولا يجوز منع أهل الصعيد أن يصلوا بالقطار لمحطة جدهم». وأضاف في طلب إحاطة تقدم به إلى برلمان العسكر، أن الصعايدة ليسوا حمل بهدلة ويكفيهم مشوار السفر 14 ساعة من أسوان إلى القاهرة لمسافة 1000 كيلو مرورا ب 55 محطة، موضحًا أن المسافرين يصلون رمسيس، وبعد ذلك كل منهم يتوجه إلى وجهته سواء إلى طبيب أو مستشفى أو لمصلحة حكومية وليس للنزهة. وأشار سليم إلى أن الصعايدة بسطاء ويجب أن نرحمهم، موضحا أنه بعد وصول الواحد منهم إلى بشتيل سيتكلف أضعاف ثمن تذكرة السفر من الصعيد للقاهرة، لاستقلال تاكسي للوصول إلى وجهته. وتساءل: مرفق السكة الحديد بالنسبة لأبناء الصعيد شريان حياة، وحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تنقل السكة الحديد نحو 55 ألف مواطن لسفر يتجاوز ال 14 ساعة في رحلة شاقة ومعاناة فهل الجزاء بعد تلك الرحلة الطويلة المعاناة مع سائقى التاكسى لدفع قيمة التذكرة مرة أخرى للوصول إلى الفندق أو المستشفى أو الجامعة أو المصلحة الحكومية التى يريدون الوصول اليها.