ظهر حسام البدري في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء الأهلي مع حرس الحدود قبل نحو شهر وهو يوجه أسئلة "بريئة" عبر شاشات التليفزيون. "هل الأهلي مستهدف؟" هكذا وجه البدري السؤال نظريا إلى مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم ولجنة الحكام الرئيسية، ولكنه عمليا كان تكتيكا دفاعيا إعلاميا لجأ له بعد فشل تكتيكاته في الملعب. وتلقى هادي خشبة طرف الخيط ليكمل الشق الهجومي من التكتيك في تصريحات "أكثر براءة" يؤكد من خلالها أن جميع المؤشرات تقول إن هناك مؤامرة ضد الأهلي. واكتفى مدير الكرة بلفظ المؤامرة ولكنه لم يستطع الكشف عن الضالعين فيها أو المستفيدين منها. رفض رأس الجهاز الفني في الأهلي وتلاه رأس الجهاز الإداري النظر إلى قرارات تحكيمية غير موفقة باعتبارها "أخطاء" وأصرا على أنها مؤامرة وتخطيط مدبر لإسقاط الفريق عن قمة المسابقة. وبما أن المسؤولين في الأهلي صاحب الريادة قد أسسوا قاعدة إطلاق الاتهامات بالمؤامرة وتعمد الخطأ، فليس عيبا على الآخرين أن يستخدموها أيضا حينما يقع عليهم ضرر، وهو ما ظهر في تصريحات ضياء السيد عقب خسارة إنبي من الأهلي بمساعدة تحكيمية واضحة اعترف بها مشجعو بطل الدوري قبل جماهير المنافسين. بالطبع ليس هناك مؤامرات سواء ضد الأهلي أو لصالحه، ولكنه تكتيك دفاعي لجأ له البدري وخشبة للتشويش على مشاكل فنية واضحة يواجهها الأول ومشاكل إدارية لا يدري الثاني كيفية حلها.
أجرى محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية اتصالا هاتفيا ببرنامج كان خشبة ضيفا عليه، ليسأل بمنتهى الوداعة والخلق الدمث "مؤامرة لصالح من يا كابتن هادي" وكأنه يدفع عن نفسه تهمة ثابتة بدلا من مطالبة خشبة ورفاقه بالتوقف عن إلقاء التهم جزافا ولم يكن البدري في الأساس في حاجة إلى مثل هذه التغطية الساذجة لتبرير ضعف المستوى، فهو جدد الفريق بعدد لا بأس به من الشباب الواعد، ولم يكلف الأهلي أموالا طائلة أو يطلب فريقا كاملا كل عام مثل مانويل جوزيه، كما أنه واجه سوء حظ بالغ في إصابات طويلة لعدد من نجومه، وعلى الرغم من كل ما سبق فإنه كان ولايزال على قمة الترتيب. وبالتالي فإن وضع الأمور في سياقها الطبيعي كان كافيا لتبرير الهزة في مستوى الأهلي بصورة منطقية سيتقبلها جمهور الفريق بلا شك، بدلا من الدخول في مهاترة المؤامرات والاستهداف، خاصة وأنها ليست مفاجأة بعد الهبوط الحاد في مستوى الأهلي في المراحل الأخيرة من الدوري الموسم الماضي، ما أجبر البطل على خوض مباراة فاصلة دفاعا عن لقبه الذي ظن البعض أنه سيضمنه قبل خط النهاية بفترة طويلة. وإذا كان الرجلان يتابعان أي من بطولات الدوري في الدول المتقدمة كرويا في أوروبا مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا بل وحتى في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم سيتقينان من حدوث أخطاء تبلغ في عددها وجسامتها أضعاف ما يعانيه الأهلي وغيره من الفرق المصرية هذا الموسم. المؤسف أن هجمات البدري وخشبة على التحكيم وتوجيه اتهامات صريحة ومشينة لرجاله مرت مرور الكرام، ليس ذلك فحسب، وإنما أجرى محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية اتصالا هاتفيا ببرنامج كان خشبة ضيفا عليه، ليسأل بمنتهى الوداعة والخلق الدمث "مؤامرة لصالح من يا كابتن هادي" وكأنه يدفع عن نفسه تهمة ثابتة بدلا من مطالبة خشبة ورفاقه بالتوقف عن إلقاء التهم جزافا. ولكن يبدو أن تكتيك البدري وخشبة أتى بثماره أخيرا بعد تهديدهما – الذي لم يحاولا حتى تنفيذه ولو من قبيل إثبات الوجود – بالاستعانة بحكام أجانب في مباريات الأهلي المقبلة حتى نهاية الدوري. فلم تحتسب ركلة جزاء صحيحة للمصري في استاد القاهرة، كما خرج الأهلي بثلاث نقاط كاملة أمام إنبي بمساعدة حكم ينتمي إلى "لجنة المؤامرات". والآن على البدري وخشبة أن يجيبا على التساؤل الذي طرحاه في فبراير الماضي: هل هناك مؤامرة يستفيدون هم منها هذه المرة أمام فريق كان يستحق التعادل - على الأقل - أمامهم؟؟