استمر مسؤولو الزمالك لخمس سنوات في استخدام "نظرية المؤامرة" في تبرير فشلهم المستمر في إدارة فريق الكرة، والأن بدأ الأهلي السير على ذات الطريق. فقد فوجئت بتصريحات الثنائي حسام البدري وهادي خشبة عقب نهاية مباراة الأهلي مع حرس الحدود عن نظرية المؤامرة من اتحاد الكرة، وتحامل حكم اللقاء محمد عباس ضد الفريق الأحمر، رغم أنه لم يكن كذلك على الاطلاق. وهذا التبرير منهما يأتي بعد فشلهم مع الفريق منذ انطلاق الدور الثاني، وبدأ مسلسل نزيف النقاط والذي يبدو أنه لن يتوقف قريبا إذا استمرا على نفس المنوال. فمحمد عباس لم يطرد عبد الله فاروق لاعب الأهلي بعدما قام بضرب أحمد عيد عبد الملك "بالكوع"، كما أنه لم يمنحه إنذارا عندما اعترض عليه وعلى مساعده بشكل غير لائق. كما اكتفى الحكم بإنذار أيمن أشرف بعدما ارتكب خطأ عنيفا على عبد الملك وكان يستحق البطاقة الحمراء، كما لم يمنحه البطاقة الصفراء الثانية في لعبة تستحق ذلك مع عبد الملك نفسه عقب الإنذار الأول مباشرة، كما اكتفى بإنذار عماد متعب بعد احتكاكه بمدرب حراس مرمى الحدود رغم أنه كان يستحق الطرد مباشرة. كما أن عباس منح الأهلي ثماني دقائق كاملة كوقت بدل ضائع لتحقيق الفوز وأضاف عليهم دقيقتين أخرتين ولكن الأهلي فشل في ذلك، فماذا يفعل أكثر من ذلك، هل كان يجب عليه أن يسدد الكرة بنفسه داخل مرمى الحدود؟ وإذا اعترفنا بخطأ عباس في هدف حرس الحدود والذي بدأ من تسلل فهو لا يستحق كل هذه الضجة، فأخطاء الحكام واردة سواء ضد الأهلي أو في صالحه مثلما حدث من قبل مع كمال ريشة في كرة أبو تريكة في لقاء الأهلي وطلائع الجيش الموسم الماضي عندما دفع أبو تريكة مدافع الطلائع، أو مثلما احتسب محمد فاروق ركلة جزاء لأبو تريكة نفسه أمام حرس الحدود رغم ان عرقلة أبو تريكة كانت خارج المنطقة بمتر تقريبا. وإذا كان اتحاد الكرة يريد إبعاد الأهلي عن درع الدوري وهو الكلام (الخايب) الذي يردده النادي الأحمر، فلماذا لم يساعد التحكيم فريق الاسماعيلي في الفوز على بتروجيت خاصة وأن الاسماعيلي هو أقرب المنافسين للأهلي مع كامل احترامي للزمالك ومستواه الرائع ولكني مازلت أؤكد أن منافسته على درع الدوري مجرد حلم بعيد المنال. أما من يتحدث عن وجود تسلل في هدف أحمد جعفر للزمالك في مرمى المقاولون العرب فهو مخطىء تماما خاصة وأن هيثم فاروق أثبت بالإعادة والتحليل صحة الهدف على قناة مودرن سبورت. واذا كان اتحاد الكرة يريد مجاملة الزمالك فكان من السهل أن يصدر قرارا باحتساب نتيجة مباراة الزمالك مع حرس الحدود بفوز الزمالك 2-0، أو اعادتها على أقل تقدير. أسباب تراجع الأهلي أما اذا تحدثنا عن أسباب تراجع أداء ونتائج الأهلي وخاصة منذ بداية الدور الثاني فهو يرجع لعدة أسباب يجب على الأهلي علاجها فورا وتكمن في النقاط التالية: أولا: قصور الجهاز الطبي: كثرة الإصابات في صفوف الأهلي، وتكرار الإصابة لنفس اللاعب يؤكد وجود قصور في الجهاز الطبي للفريق. فالأهلي لم يلعب أي مباراة مكتمل الصفوف وهو ما يؤثر على أداء الفريق بالسلب لعدم ثبات التشكيل، وبسبب أن البديل يكون مستواه أقل من اللاعب الأساسي، ويجب على إدارة الأهلي فتح تحقيق في تعدد إصابات لاعبي الفريق وابتعادهم عن الملاعب لفترات طويلة ومحاسبة الجهاز الطبي. ثانيا: عدم ضم صفقات جديدة في يناير: كان الأهلي هو أول المطالبين بتطبيق نظام الاستبدال في يناير من أجل التعاقد مع لاعبين جدد، ورغم أن اتحاد الكرة الذي يتهمه الأهلي بالتآمر رضخ لطلب الأهلي، إلا أن الأهلي لم يضم سوى حارس مرمى فقط هو شريف إكرامي. وفشل النادي الأحمر في ضم أي صفقة جديدة وهو قصور أيضا شديد من لجنة التعاقدات خاصة وأن القائمة بها موقعين شاغرين كان من الممكن أن يستفيد بهما. والأسوأ من ذلك أن الأهلي أيضا فقد ستة من لاعبيه هم حسين ياسر وأمير سعيود وأمير عبد الحميد ووائل شفيق ومحمد خلف وعطية البلقاسي، وكان من المفترض أن يحافظ عليهم في ظل فشله في ضم لاعبين جدد، خاصة الثنائي سعيود وياسر. وكان من الممكن أن يكون لهما دورا كبدلاء في ظل النقص العددي في صفوف الفريق، إضافة لشفيق الذي كان سيكون بديلا جيدا لسيد معوض وجيلبرتو. ثالثا: عصبية البدري: البدري مدرب مميز جدا من الناحية الفنية، وأعطى شكلا جيدا لفريق الأهلي، ومنح فرصا كثيرة للاعبين مميزين، ولكن مازال لديه مشكلة في المباريات الكبيرة أو الجماهيرية، حيث تجده عصبيا ومتوترا، وهو ما يؤثر على تفكيره وتبديلاته. والدليل على ذلك أن الأهلي لم يفز تقريبا مع البدري في أي مباراة صعبة أو جماهيرية، إذ خسر من حرس الحدود مرة وتعادل معه مرتين، وخسر من غزل المحلة، وتعادل مع الزمالك والاسماعيلي والمصري، وفاز على بتروجيت بصعوبة. رابعا: شارة القيادة: قد يتهاون البعض في هذه النقطة، ولكن من مارس كرة قدم يدرك جيدا أهمية شارة القيادة ومدى تأثيرها على اللاعبين داخل الملعب. ففي ظل كثرة الاصابات بين لاعبي الأهلي نجد أكثر من عشرة لاعبين تناوبوا على حمل شارة القيادة هذا الموسم، وشهدت بعض المباريات تناوب الشارة بين ثلاثة لاعبين في نفس المباراة وهو أمر غريب جدا. كما أنه من غير المنطقي أن يحمل حسام عاشور شارة القيادة وعمره 23 عاما في ظل تواجد أحمد حسن ومحمد بركات داخل الملعب، ومن غير المنطقي أن يحملها شريف إكرامي في أولى مبارياته مع الأهلي بعد غياب خمس سنوات عن الفريق، أو يحملها متعب الذي يرفض التجديد للنادي، أو يحملها أحمد بلال أو أسامة حسني المرفوض بقائهما داخل صفوف الفريق. وفي رأيي الشخصي أن شارة القيادة في الأهلي يجب أن تتبادل بين أربعة لاعبين فقط هم على الترتيب وائل جمعة ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات وأحمد حسن، وهم لاعبين ذو خبرة ولهم ثقل واحترام من باقي اللاعبين، وقادرين على قيادة وتوجيه اللاعبين داخل الملعب. شاهد توضيح لصحة هدف أحمد جعفر للزمالك في مرمى المقاولون