حينما حل كل من كريم هنداوي الحارس الأول لمنتخب مصر لشباب كرة اليد ومحمد علاء صانع ألعاب الفريق ضيوفاً لموقع FilGoal.com تحلى كل منهما بالصفات التي جعلت كل منهما الأفضل في مركزه. وفيما بدا صانع الألعاب الماهر دائم الحركة ويملك كافة الأجوبة، تمتع الحارس الأفضل في بطولة العالم المنصرمة بابتسامة هادئة وثبات ملحوظين طوال اللقاء. وبصحبة اثنين من أفضل لاعبي المنتخب المصري لشباب اليد الذي احتل شبابه المركز الرابع في بطولة العالم الأخيرة التي استضافتها القاهرة، ألقى FilGoal.com نظرة على خبايا كرة اليد المصرية. رغم البداية المصرية القوية في البطولة أمام أيسلندا والذي جذبت انتباه الجماهير، ورفعت معها الآمال بقدرة اللاعبين على تكرار إنجاز جيل 1993، الذي حصد لقب أول كأس عالم للشباب التي أقيمت في مصر أيضا، بدا التذبذب يظهر على مستوى اللاعبين في البطولة، وهو الأمر الذي قدم صانع الألعاب الأسمر ما يبرره. بداية قوية .. وظلم تحكيمي وقال علاء: "البداية كانت لابد أن تكون قوية، فنحن طلبنا أن نلاعب المنتخب الأيسلندي في افتتاح البطولة لأننا نعلم أنه فريق قوي ويجب الاستعداد له جيداً، وبالفعل قبل البطولة بأسبوع لم نكن نفكر سوى في هذه المباراة وهو ما ساعدنا على الظهور بهذا المستوى". وتابع اللاعب ذو ال21 عاماً: "الهبوط في مستوى الفريق أمام الكويت وقطر راجع لأننا كلاعبين نميل للهبوط لمستوى الفرق التي نقابلها، رغم أن الكويت وقطر ليست بالفرق البسيطة، فالكويت على سبيل المثال خسرت من أيسلندا بفارق هدف وفازت على الأرجنتين، ولكننا كنا على علم بتفوقنا عليها وهو ما تسبب في تراجع المستوى". وفيما قدم المنتخب المصري واحدة من أفضل مبارياته أمام الماكينات الألمانية والتي فاز بها الضيوف في الثواني الأخيرة، "مباراة ألمانيا كانت من أهم لقاءات البطولة بالنسبة لنا، الأمور كانت ستختلف كثيراً إن فزنا بالمباراة، أو حتى تعادلنا، كان هذا كفيل باخراج الألمان من دورها الأول، وكان سيكفل لنا صعود الدور الرئيسي برصيد كامل من النقاط، ما كان سيغير الكثير" على حد قول هنداوي. واستطرد صانع ألعاب نادي الطيران: "رغم البداية المهتزة أمام ألمانيا تمكننا من العودة للقاء، ولولا القرارات التحكيمية المتعسفة لفزنا بالمباراة بسهولة". ولم يكن إلقاء لاعبي المنتخب المصري باللوم على القرارات التحكيمية في مباراة ألمانيا مجرد عذر لاخلاء مسؤوليتهم من الهزيمة على أيدي أبطال العالم، ولكن دعمهم قرار الاتحاد الدولى بايقاف حكمي اللقاء وترحيلهما من البطولة عقب المباراة، أن بعد ارتكبا "سبعة اخطاء فادحة تسببوا في ستة أهداف، وهو ما غير تماماً من مجريات المباراة ومسار البطولة التي خطف الألمان لقبها في النهاية" على حد قول هنداوي. أخطاء ساذجة التحدي الأكبر الذي واجه الفريق المصري في البطولة كان في الدور الرئيسي للبطولة، فنظام البطولة كاد أن يطيح بالفريق المصري حتى وإن فاز في كافة مبارياته في الدور الثاني أمام البرازيل وإسبانياوفرنسا على الترتيب. وبحسب تفسير علاء كان "الضغط الذي صاحب الفريق خلال مباريات الدور الرئيسي، وكابوس الخروج المبكر، هو الذي تسبب في ظهور الأخطاء الساذجة في هذه مبارتي إسبانيا والبرازيل".
محمد علاء "قبل مباراة فرنسا اجتمع بنا المدير الفني للفريق الكابتن عاصم السعدني، وأزاح كل الأعباء من على عاتقنا، لذا كل لاعب قدم مستواه الحقيقي، وهو ما ساعدنا للخروج بهذه النتيجة". ولم يختتم المنتخب المصري البطولة بالشكل المتوقع، إذ لقي في نصف النهائي هزيمة قوية على أيدي المنتخب الدنماركي في مباراة من جانب واحد، تبعها بعرض ضعيف أمام المنتخب السلوفيني أهداهم معه الميدالية البرونزية والمركز الثالث في البطولة. ويؤكد هنداوي: "لقاء الدنمارك في نصف النهائي أربك حساباتنا، فنحن مدركين لمدى قوة الفريق الدنماركي، ونعلم أنها مباراة ليست بالهينة، ولكن تربع الألمان على قمة المجموعة الأولى في الدور الرئيسي وضعنا في هذه المواجهة". والتقط منه علاء خيط الحديث مؤكداً: "فريقنا تعرض في مباراة سلوفيننيا لخشونة واضحة، ولكن التحكيم تجاهلها، وهو نفس الطاقم التحكيمي الذي أدار مباراتنا امام الأرجنتين وتسبب في أن نظل ما يقرب من 24 دقيقة في المباراة نعاني من النقص العددي". حماس جماهيري انطلقت البطولة بمدرجات لا تحمل أكثر من ألف مشجع في مباراة الإفتتاح، ونجاحات الفريق المتتالية اتخمت المدرجات بالمشجعين تدريجياً حتى امتلأت تماماً في مباراة الدنمارك في قبل النهائي. ورغم أن هنداوي تسبب بصورة مباشرة في زيادة نسبة الحضور والتشجيع الجماهيري في المباريات، إذ احتشدت نسبة كبيرة من رابطة مشجعي النادي الأهلي وراء مرماه خصيصاً لتشجيع الحارس الشاب وباقي أبناء النادي علي زين وإسلام حسن ومحمود فايز، فانه أكد أن عدد الجماهير بلغ حداً "مرعباً" على حد قوله. ويؤكد هنداوي: "المشهد بالنسبة لنا في مباراة الدنمارك كان مرعباً، كنت أحاول النظر للنتيجة خلال المباراة ولم أتمكن من رؤية الشاشة من الزحام، كنا نفكر طوال المباراة في هذه الجماهير وكنا نتمنى إسعادهم". وفيما عانت الجماهير من إحباط كبير بعد مباراة الدنمارك، كان حصول هنداوي على لقب أفضل حارس مرمى في البطولة أحد أبرز النقاط المضيئة في مونديال شباب اليد. فمن على مقاعد البدلاء برز هنداوي كأحد أقوى مفاجآت البطولة، ليقفز من موقعه رقم 3 في ترتيب حراس مرمى المنتخب المصري ليتربع على قمة الترتيب العالمي. وشدد هنداوي على أن ظهوره في تشكيل مباراة الإفتتاح كان "مفاجئاً .. فطوال فترة الإعداد كان الاعتماد الحارسين الأساسيين عمرو عبد السلام وأحمد حسن". واستطرد حارس مرمى شباب النادي الأهلي: "أخبروني بمشاركتي في مباراة الإفتتاح قبل المباراة بدقائق، وحينما علمت بدخولي ضمن القائمة النهائية للمباراة كنت اتمنى المشاركة ولو لدقائق، ولم أتوقع أن تنتهي الأمور بهذا الشكل". وعلى الجانب الآخر، كان التراجع في مستوى علاء في الدور الرئيسي للبطولة، أحد اكبر علامات الاستفهام، خاصة أنه ساهم في تراجع مستوى الفريق ككل.
أفضل حارس في البطولة ولم ينكر أن مستواه تأثر بالإصابة التي لحقت به في معسكر الإعداد للفريق قبل البطولة بأيام، والتي شخصت باشتباه في إنزلاق غضروفي، والتي اعترف هنداوي أنه تسبب فيها بشكل ما، تبعها بداية مزق في العضلة الخلفية بعد مباراة ألمانيا. واعترف علاء: "واجهنا في الدور الرئيسي فرقاً ذات خطوط دفاعية قوية وعلى رأسها البرازيل، وهو مع إصاباتي جعل من الصعب عليّ الظهور بالمستوى نفسه، ولكني لن ألقي باللوم على الإصابة، فسواء أنا أو إسلام حسن في مركز صانع الألعاب قدمنا كل ما في وسعنا حتى لا يتأثر أداء الفريق". روح الفريق ومع الإصابات التي لاحقت الفريق قبل ووسط البطولة، باصابة عمر الوكيل الجناح الأيسر قبل أيام من المونديال، وعمار سعد الظهير الأيمن وعلاء وغيرهم، وتراجع مستوى البعض وسط إصرار السعدني على الاعتماد عليهم في المباريات، بدا الفريق المصري بلا بدائل في البطولة وهو ما أثار علامات الاستفهام حول الأسس التي بني عليها اختيار التشكيل المشارك في البطولة. وأوضح هنداوي أن اختيار التشكيل اعتمد في الاساس على توفير الانسجام بين اللاعبين سواء داخل الملعب أو خارجه "اللاعبون المختارون ليسوا بالضرورة أفضل 18 لاعب في شباب كرة اليد المصرية، ولكنهم بالتأكيد أفضل مجموعة". وتابع علاء: "إصرار كابتن عاصم (السعدني) على الإبقاء على الوكيل وسعد في معسكر الفريق رغم الإصابة ساهم في حفاظ المنتخب على روحه القتالية". وقد تكون هذه الروح والرغبة في عدم الاستسلام هو دفع اللاعبين للحديث عن باقي أعضاء الفريق بلا توقف، أو هي ما دفع صانع الألعاب الأسمر للاصرار على إهداء هاشم الكرة الأخيرة في مباراة إسبانيا، رغم اضاعة لسبعة إنفرادات في المباراة نفسها. وشدد علاء على أنه "يمكن أن أقدم مباراة رائعة وأصاب بعدم التوفيق في دقائقها الخمس الأخيرة، وللأسف فان هذا هو ما سيتذكره لي الجمهور، ورغم أن هاشم أضاع العديد من الفرص فان الجمهور سيتذكره دائماً بهدفيه الأخيرين في مباراتي إسبانيا والبرازيل". مكافآت "فلكية" .. وشهرة مؤقته وبالمنطق نفسه برر علاء غضب الجماهير من الفريق، بعد العرضين الأخيرين للفريق أمام الدنمارك وسلوفينيا: "الجماهير غاضبة لأنها لا تذكر لنا سوى مبارتينا الأخيرتين، ولو كنا هزمنا في البداية وقدمنا عروضاً قوية في النهاية لأشاد بنا الجميع". ومع ضخامة حجم البطولة ووصول الفريق للمربع الذهبي تناقلت وسائل الإعلام أنباء مضاعفة مكافآت الفوز للاعبي المنتخب المصري عقب الوصول لنصف النهائي، والتي بلغب أرقام فلكية، إلا أن اللاعبين نفيا الحصول على أي من هذه المكافآت. وأكد اللاعبين أن "الأرقام التي نشرت في الجرائد عن حصول كل لاعب على 100 ألف جنيه كمكافأة أو غير ذلك هي غير صحيحة بالمرة، قد يكون المقصود أن الفريق بأكمله حصل على مكافآت 100 ألف جنيه، ولكن كل هذا الكلام غير صحيح". وبدا لاعبي الفريق على وعي كامل بأن الشهرة والاهتمام الذين حصلا عليهما خلال وعقب البطولة هي أمر وقتي، وهو ما أكده هنداوي بابتسامة هادئة: "نعلم جيداً أن هذا الاهتمام سرعان ما سيزول، ولكنها واحدة من أفضل فترات حياتنا ونحن الآن نستمتع بها ليس أكثر". شاهد حديث محمد علاء وكريم هنداوي مع FilGoal.com