إفساد أي فرحة أو مناسبة أمر بالغ السهولة، كل ما عليك هو أن تمسك مقعدا وتضرب به أكبر مصدر إضاءة موجود وهو الأمر المعروف بضرب "كرسي في الكلوب". وحتى إذا لم يكن هذا الكلوب هو الوحيد الموجود، فإن ضربه وإغراق المكان في ظلام جزئي كفيل بقلب أمزجة الحاضرين وتحويل الفرحة في القلوب والعقول إلى مآتم. وضربت خسارة مصر أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية كرسي في الكلوب بعد عرضين مذهلين أمام البرازيل وإيطاليا. ولكن هل فرصة التأهل إلى نصف نهائي كأس القارات كانت الكلوب الوحيد المضئ في رحلة جنوب إفريقيا؟ بالطبع لا. ويجب أن يختلف المشهد الكروي المصري عن أي فرح شعبي وتختلف عقلية الأفراد الفاعلين فيه سواء كانوا من رجال الإعلام أو اتحاد الكرة أو الجهاز الفني واللاعبين عن المعازيم عديمي الشخصية الذين يهنئون أو يعزون بحسب ما تقتضي الظروف. كشفت البطولة عن بعض السلبيات ولكن رحلة جنوب إفريقيا حملت لمنتخب مصر مكاسب كثيرة قد يكون الانتباه إليها والاستفادة منها هو حجر الزاوية لضمان تكرار زيارة البلد صاحب أعلى معدلات الجريمة في العالم في 2010! • سجل المنتخب أربعة أهداف في شباك البرازيل وإيطاليا في مسافة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أيام وبدون وجود عمرو زكي أو ميدو، اللذين من المفترض أن يكونا أقوى سلاحين في الخط الأمامي المصري.
ويجب أن يختلف المشهد الكروي المصري عن أي فرح شعبي وتختلف عقلية الأفراد الفاعلين فيه سواء كانوا من رجال الإعلام أو اتحاد الكرة أو الجهاز الفني واللاعبين عن المعازيم عديمي الشخصية الذين يهنئون أو يعزون بحسب ما تقتضي الظروف • أضاف حسن شحاتة لاختيارته ثلاثة لاعبين في الخطوط الثلاثة ربما يلعبون دورا محوريا في دفع مصر إلى الأمام فيما تبقى من تصفيات كأس العالم. فأحمد عيد عبد الملك ومحمد حمص وأحمد سعيد "أوكا" باتوا من العناصر الأساسية بعدما كانوا خارج الحسابات كلاعبين أساسيين قبل كأس القارات. • استعاد عصام الحضري أكثر من 90% من مستواه المعروف والذي قدمه في كأس الأمم الإفريقية 2006 و2008 وهو مكسب كبير قبل دخول أربع مباريات، التعادل في أي منهم كفيل بإخراج مصر من البطولة، ما يعني أن الخروج بشباك نظيفة قد يكون عاملا حاسما في الطريق نحو كأس العالم. • مواجهة مجموعة من أفضل لاعبي العالم أخرج من داخل محمد أبو تريكة ومحمد زيدان ماردين كانا محبوسين الأول في قمقم الكرة المحلية والثاني في قمقم مقاعد البدلاء في ناديه الألماني، وإذا استطاعا الحفاظ على نفس الروح والمستوى الفني، فإن دفاعات رواندا والجزائر وزامبيا ستواجه مأزقا صعب الخروج منه. • بحسب مؤسسة "كاسترول" الراعي الرسمي للبطولة والموفرة لإحصائيات مفصلة عن اللاعبين والفرق في كل المباريات، فإن محمد شوقي كان أكثر اللاعبين جريا في الملعب، وقطعا للمسافات، وصاحب أكثر الانطلاقات السريعة "سبرينت" ليس فقط من بين المصريين، ولكن بين لاعبي البطولة جميعا، وهي مفاجأة سارة بالنسبة لشخص قضى كل موسمه حبيس مقاعد بدلاء فريق هابط في انجلترا. • حسن شحاتة ارتكب أخطاء في مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكنه تفوق على مارتشيللو ليبي المدير الفني الإيطالي الفائز بكأس العالم، وشل حركة دونجا مدرب البرازيل بعدما كان الأخير قد ظن أنه ضمن الفوز، وبالتالي لا أظن أن من الصعب عليه التفوق على هيرف رينار أو رابح سعدان بقليل من التركيز والدراسة. • معجزتا البرازيل وإيطاليا أعادت الجماهير للالتفاف حول فريق كانوا ظنوا أن آماله ماتت ودفنت معه في ملعب البليدة في الجزائر، ولا يجب عليهم الآن تركه وحيدا قبل أيام من مواجهة حساسة في تصفيات كأس العالم بسبب خسارة مفاجئة من أمريكا. النقاط السابقة هي ما يمكنني طرحه بعد ساعات من خروج حزين من كأس القارات بعدما كان الجميع يهيئ نفسه للقاء إسبانيا في نصف النهائي، وأعتقد أن الجهاز الفني لديه إيجابيات أكثر مما سبق عليه توظيفها واستغلالها في الأسبوعين المقبلين.