عنوان اليوم مأخوذ عن فيلم لم أشاهده ولكنى وجدته أفضل تعبير على ما يشهده الشارع الكروى فى مصر بعد الخسارة القاسية التى تعرض لها المنتخب أمام فرنسا بخماسية نظيفة. فالكرسى هو منتخب فرنسا ، والكلوب ، أو الكلوبات والحالة هذه ، هم المنتخب المصرى ومدربه محسن صالح واتحاد كرة القدم. أما التوابع فهى كثيرة ، أذكر منها المطالبة التقليدية بإقالة المدير الفنى ، وبتشكيل لجان لدراسة الهزيمة و "دروسها" وتعديل نظام الدورى ليفرز لاعبين يصلحون للتمثيل الدولى ، وأخيرا وليس آخرا ، تصعيد المنتخب الأوليمبى للمشاركة فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية مع تطعيمه ببعض عناصر الفريق الأول. وكأى زلزال طبيعى ، تستمر هذه التوابع لفترة ما بعد كل نكسة تتعرض لها الكرة المصرية قبل أن يطويها النسيان. وفى حين أن سبب توابع الزلزال الطبيعى تصدعات فى طبقات القشرة الأرضية ، تحدث توابع زلازل الكرة المصرية بسبب الإعلام الرياضى فى المقام الأول ، والمساحات التى يمنحها ل "خبراء كرة القدم" وهى طائفة تضم فى الأغلب الأعم عددا من المدربين يتولون "تشريح" المدرب المسئول على الرغم من أنهم كانوا جميعا فى مواقع المسئولية وخرجوا منها غير مأسوف عليهم بعد فشلهم فى تحقيق أى إنجاز يذكر. وما يثير الاستفزاز فى هذه الاقتراحات أن أيا منها لا يستند إلى تجربة أقدمت عليها إحدى الدول المتقدمة كرويا ، فلم يسمع أحد مثلا أن فرنسا قامت بحل المنتخب الأول وتصعيد المنتخب الأوليمبى بدلا منه بعد الخروج المذل لفريقها من الدور الأول لنهائيات كأس العالم الأخيرة دون إحراز ولو هدف وحيد ، والحال نفسه فى ألمانيا التى تعرضت لخسارة مهينة على ملعبها أمام إنجلترا (1-5) فى تصفيات كأس العالم فجددت الثقة برودى فولر ولاعبيه الذين واصلوا الطريق واحتلوا المركز الثانى فى النهائيات بينما خرجت إنجلترا من الدور ربع النهائى. هناك يعرفون قيمة الاستقرار ويتحلون بالهدوء وقت الأزمات ، أما نحن فتعلوا أصواتنا كالطبول الفارغة وقت الأزمة فتكون النتيجة الاقتراحات المذكورة آنفا والتى لا تساوى حتى ثمن الحبر المكتوبة به. نعم محسن صالح أخطأ كثيرا خلال الفترة الماضية وقرار رحيله بعد التصفيات ليس بقرار جائر ولكن القرار ، إن اتخذ ، لا يجب أن يكون مستندا على مباراة فرنسا وحدها بل على تقييم شامل لفترة عمله مع الفريق. ومع ذلك ، فصالح ليس المسئول الأول عن الفشل ، فالمسئول مدير كرة ضعيف الشخصية أتاح للاعبين فرصة التمادى فى الاستهتار ولم يتخذ أى قرار لردعهم ، فكان ما كان من أحمد حسن قبل لقاء فرنسا عندما تغيب عن المعسكر لعدة ساعات للتنزه والتبضع وعاد فوجد مدير الكرة يستقبله بوجه بشوش ، وكأن شيئا لم يكن! ومع ذلك ، فأى تطور ملموس فى مستوى المنتخب لن يتأتى بتغيير الأجهزة الفنية حتى وإن أتى الاتحاد بالسير أليكس فيرجسون مدربا (إيش تعمل الماشطة فى الوش العكر؟) وإنما بفتح باب الاحتراف أمام اللاعبين لنرى تشكيلة لمنتخب مصر تخلو من أى لاعب يلعب فى مسابقتنا المحلية التى يشبه الحديث عن تطويرها وعد جحا للسلطان تعليم الحمار الكتابة فى عشر سنوات ، فخلال تلك المدة قد يموت جحا ، أو يموت السلطان ، أو يموت الحمار .. أيهم أقرب!