وصلت التصفيات المؤهلة لكاس الأمم الأوروبية التي تستقبله النمسا وسويسرا في العامل المقبل إلى مرحلة حسم وبات كل فريق يحمل مصيره وفي بعض الحالات يتعلق مصير غيره بيده. وينتظر عشاق الكرة الأوروبية المرحلة المقبلة من التصفيات بلهفة قد تنتهي بصدمة خروج منتخب بحجم إنجلترا أو إيطاليا أو البرتغال وقد تفضي إلى بطولة غير منقوصة من أبطال. وفيما يعلن القدر عن مصير بطلي المجموعة الثانية التي تشهد منافسة ملتهبة على بين فرنسا وإيطاليا واسكتلندا، يؤخرنا جدول التصفيات إلى الأربعاء المقبل لمعرفة مصير منتخب إنجلترا مهد كرة القدم في العالم والفريق الذي قد يخسر البطولة من دون مغادرة بلاده. المجموعة الأولى: فلما ضاقت حلقاتها أنقذ البرتغالي كريستيانو رونالدو وظيفة مدرب منتخب بلاده لويس فيليب سكولاري من الضياع الذي كان محققا لو اقتصرت مباراتهم ومضيفهم الكازاخستاني على 80 دقيقة فقط،.. لكن العشر دقائق الأخيرة منحت رفاق نجم مانشستر يونايتد مجالا للتنفس وباتوا على بعد خطوات من بطاقة الترشح الغالية. فبهدفين لهدف انتهت المباراة الصعبة والتي سجلت أهدافها في الدقائق العشر الأخيرة بداية بهدف الضيوف عن طريق ماكوكلا ثم هدف الأمان لرونالدو، قبل أن يحرز ديمتري بياكوف هدف الشرف الوحيد لأصحاب الأرض. وينتظر البرتغال مواجهة سهلة أمام ضيفه الأرميني من المفترض أن يضمن منها وصيف البطولة السابقة بطاقة تأهله، فيما يلتقي المنتخب البولندي متصدر المجموعة مع بلجيكا التي لم يعد لها ناقة ولا جمل في التصفيات. المجموعة الثانية: فك التشابك في البداية أزمت اسكتلندا موقف الكل في المجموعة، ودون سابق إنذار دار الحبل حول رقبة ممثلو بريطانيا وباتوا الأقرب لتوديع حلم التأهل إلى النمسا وسويسرا بهزيمة مخزية من المنتخب الجورجي الضعيف. فرنسا لم تقف ساكنة واستغلت الموقف وأبدع قائدها الأسمر تييري هنري في تقديم كل ما عنده ليتخطى فريقه المضيف الليتواني بهدفين من دون رد لنجم برشلونة الإسباني الذي كسر رقم ميشيل بلاتيني متصدر هدافي فرنسا عبر تاريخها الأسبق. وباتت الكرة الآن في ملعب أهل إيطاليا إذ عليهم بذل كل غالي ورخيص من أجل خطف بطاقة الترشح من يدي اسكتلندا التي تملك عاملي الأرض والجمهور في صفها بينما يملك الأتزوري نجومه ومباراة إضافية تجعلهم في حاجة لخطف نقطة يتيمة.
إنجلترا وهدف يبعد ويتلاشى وستكون مباراة المنتخبين هي تكرار لموقف وقعت فيه إيطاليا حين كانت تبحث تحت قيادة القدير مارتشيلو ليببي على بطاقة التأهل لكأس العالم الذي آل لدولاب إنجازاتهم في النهاية، وقتها احتاج الإيطاليون لنقطة وحصلوا عليها من فم اسكتلندا عن طريق ظهيرهم الأعسر فابيو جروسو. المجموعة الثالثة: لقاء الحسم فوز اليونان على تركيا حسم بطاقة وعطل حسم الثانية، ضمن حامل اللقب مقعده في النمسا أو سويسرا وبقي النرويج وتركيا في صراع على المقعد الثاني. ومن الممتع لعشاق الكرة أن جولة الحسم المقبلة ستكون بين الأطراف المتنازعة بصورة مباشرة، إذ يستضيف المنتخب النرويجي فريق تركيا وفي ذهنه هدف واحد هو الفوز حتى يدرأ أي نسبة طموح عند الأتراك الذي سيمنحهم النصر أسبقية كبيرة على منافسهم في خطف البطاقة. ورغم اعتزال أولي جونار سولشاير وما مثله ذلك من صدمة لعشاق النرويج فإن جون كارو والجناح الأعسر يون أرن ريسا ورفاقه يملكون كل مؤهلات تقديم عرض مميز وقوي على أرضهم. وفي المقابل وفي ظل تألق غير عادي من حاميت ألتنتوب فإن أسلحة الأتراك التي ترتكز على خبرة نجوم حلوا في المركز الثالث في كأٍس العالم 2002 تمنعنا من استبعاد أي مفاجئة يقدر أصحاب الرداء الأحمر على تحقيقها. المجموعة الرابعة: شرف القيادة انتهت كل تفاصيل تلك المجموعة وتحددت هوية المتأهلين، ألمانيا والتشيك سيلعبان في المرحلتين المقبلتين فقط على مقعد الصدارة من أجل وجاهة وفخر لا أكثر. وبالنظر لحظوظ البلدين في النمسا وسويسرا، فالمنتخب الألماني نال استحسان الجميع منذ بدأت كأس العالم وحتى الآن سواء مع يورجن كلينسمان أو يواخيم لويف الذي خلفه في مقعد القيادة الفنية. ويملك المنتخب الألماني من الخبرة حاليا ما يساعده على صنع كثير من الفارق فيما يمكننا القول أن المانشافت معه أفضل الوجوه الشابة في العالم يتصدرهم فيليب لام الظهير متعدد الهبات. أما التشيك فبرغم عدم ظهور من يستطيع تعويض بافال نيدفيد فإن كارل بروكنر المدرب المخضرم لم يعان من قبل بسبب غياب لاعب حتى لو كان موتور يوفنتوس الإيطالي.