تتجه أنظار عشاق كرة القدم في مصر والقارة الأفريقية صوب ستاد القاهرة في السابعة والنصف مساء السبت المقبل الموافق 14 نوفمبر حيث المباراة المصيرية المرتقبة بين مصر والمنتخب الجزائري في الجولة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وتحظي المباراة باهتمام منقطع النظير من قبل جماهير الكرة بالقارة الأفريقية بوجه عام والجماهير المصرية بوجه خاص، حيث يعتبرها الجمهور المصري مباراة تحقيق حلم العمر. حيث يأمل الجميع في صعود المنتخب إلي المونديال بعد غياب استمر ما يقرب من 20 عاما بعد المشاركة في مونديال إيطاليا 1990، ويدخل الفراعنة المباراة ولابديل أمامهم سوي الفوز بثلاثة أهداف من أجل حسم بطاقة التأهل للمونديال، حيث يحتل المنتخب المركز الثاني في المجموعة برصيد 10 نقاط من خمس مباريات، وقد حقق الفراعنة الفوز في ثلاث مباريات وتعادلوا في مباراة واحدة ونالوا هزيمة أمام الجزائر، وسجل المنتخب المصري 7 أهداف وعليه أربعة، ولايريد الجميع الاحتكام لمباراة فاصلة في حالة فوز المنتخب بهدفين فقط، وبالرغم من صعوبة المواجهة إلا أن الجهاز الفني بقيادة «حسن شحاته» يعي جيدا حجم المسئولية الملقاة علي عاتقه ومسئوليته في إسعاد 80 مليون مصري يحلمون بتحقيق إنجاز الصعود إلي جنوب أفريقيا. وبالرغم من الضغط الكبير الذي يقع علي لاعبي المنتخب الوطني قبل أيام قليلة من مباراته الحاسمة، إلا أن الجهاز الفني قد حرص علي تأهيل اللاعبين فنيا ونفسيا وبدنيا للتعامل مع المباراة بدرجة كبيرة من التركيز. وقد خاض منتخبنا تجربة ودية أمام منتخب تنزانيا فاز فيها بخمسة أهداف مقابل هدف حرص خلالها شحاته علي تجهيز «عماد متعب» مهاجم الأهلي والعائد للمنتخب بعد عودته من الإصابة بالإضافة إلي تجهيز البديل لوائل جمعة مدافع المنتخب الذي سيغيب عن اللقاء للإيقاف. وقد أعطي هذا الفوز دفعة معنوية للاعبين قبل مواجهة السبت المصيرية بالرغم من ضعف مستوي منتخب تنزانيا. واستقر المعلم بنسبة كبيرة علي التشكيل الذي سيخوض به اللقاء، فلا خلاف علي عصام الحضري في حراسة المرمي و«هاني سعيد» و«أحمد سعيد أوكا» في الدفاع، ويفاضل شحاتة بين شريف عبدالفضيل والسقا وأحمد فتحي للدفع بأحدهم بديلا لوائل جمعة، وفي حالة مشاركة حسني عبدربه في اللقاء فسيكون أحمد فتحي الأقرب للمشاركة في خط الدفاع علي أن يلعب أحمد المحمدي أو محمد بركات في مركز الظهير الأيمن وحجز سيد معوض مكانه في الجبهة اليسري، كما سيلعب محمد شوقي في خط الوسط بجوار حسني في حالة قدرته علي المشاركة، وقد يدفع شحاتة بأحمد فتحي بجوار شوقي علي أن يلعب شريف عبدالفضيل أو السقا بجوار أوكا وهاني سعيد، وسيلعب المنتخب بمثلث هجومي يتكون من محمد زيدان وأبوتريكة وعمرو زكي، حيث سيحتفظ المدير الفني بعماد متعب كورقة رابحة سيتم الدفع بها. وسيخوض المنتخب المباراة بخطة متوازنة من أجل فرض سيطرته علي مجريات اللقاء، وسيسعي الفراعنة لخطف هدف مبكر يربك حسابات الجزائر من البداية، ويسهل مهمة المنتخب في زيادة رصيده من الأهداف في الوقت الذي حذر شحاته اللاعبين من دخول أي أهداف في مرمي الحضري حتي لاتزداد الأمور تعقيدا. كما حذرهم المدير الفني من استفزازات لاعبي الجزائر التي من المتوقع أن يلجأوا إليها لإخراج لاعبي المنتخب من تركيزهم في المباراة، ويسعي الفراعنة في لقاء السبت المقبل للفوز بأكثر من هدفين لضرب عصفورين بحجر واحد؛ الأول هو الصعود للمونديال وتحقيق حلم العمر للمصريين.. والثاني هو الثأر لهزيمة المنتخب في لقاء الذهاب الذي أقيم في 7 يونيو الماضي، وانتهي بخسارة مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، حيث سيخوض اللاعبون المباراة من أجل تحقيق النصر في يوم الكرامة والصعود للمونديال، ومن ثم المشاركة مع الكبار في كأس العالم. وفي المقابل يسعي المنتخب الجزائري تحت قيادة مديره الفني «رابح سعدان» لتحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب المصري أو الخروج متعادلا حتي يضمن التأهل لكأس العالم، حيث يدخل منتخب الخضر المباراة وهو في صدارة المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة من أربع انتصارات وتعادل، ولم يخسر أي مباراة، ويمتلك المنتخب الجزائري أقوي خط هجوم سجل 9 أهداف، كما يمتلك أقوي خط دفاع، حيث لم يدخل مرماه سوي هدفين فقط. ويأمل سعدان في تحقيق الحلم للجزائريين خاصة أنهم لم يصعدوا للمونديال منذ عام 1986 أي منذ ربع قرن تقريبا. ويعتمد المدير الفني للخضر علي مجموعة متميزة من اللاعبين معظمهم من المحترفين بأوروبا أمثال الوناس قاوواوي حارس المرمي ومجيد بوقرة ونذير بلحاج وعنتر يحيي ورفيق حليش ويزيد منصوري ورفيق جبور وكريم مطمور وعامر بوعزة، وعبدالقادر غزال وياسين بزاز وكمال فتحي جيلاسي وكريم زياني، ورفيق صيفي، وعلي جانب آخر سيخوض منتخبنا الوطني هذا اللقاء المصيري وفي جعبته تحقيق الفوز بثلاثة أهداف حتي يتأهل، ولذلك سوف ينحصر أداء لاعبي المنتخب في شكل هجومي مستمر طوال شوطي المباراة مع الحرص والحذر من أي هجمات مرتدة سريعة قد تكلفنا الكثير في حال دخول هدف في مرمانا لاقدر الله، ولذلك سيعتمد شحاتة علي الشق الهجومي وبالدفع بأكثر من رأس حربة داخل المنطقة، ويساندهم من الخلف محمد أبوتريكة وبعض لاعبي الوسط المتقدمين للأمام، أي ستكون خطة هجومية مع تأمين الشق الدفاعي مع سرعة الارتداء للخلف لإفساد أي هجمات مرتدة مفاجئة. ورغم أنه لم يتبق سوي ساعات معدودة علي مباراة العمر التي لاتقبل القسمة علي اثنين لكونها مباراة الفرصة الأخيرة التي تذهب بأحد الفريقين إلي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، فغالبا ما تحظي مباريات الفريقين بالحساسية المفرطة والقوة والإثارة، وتأخذ طابع الندية، رغم أن الآخرين حولوا المباراة قبل أن تبدأ إلي موجة متتالية من الحروب الكلامية والنفسية، تصريحات تخرج من هنا أو هناك لكن حسن شحاتة تعمد الابتعاد عن هذا الجو المشحون، وعندما يسأل ماذا عن المباراة يكون الرد حاسما: سيكون ذلك في الملعب فقط. ورغم ذلك لم تخرج تصريحات أي من المديرين الفنيين لمنتخبي مصر والجزائر عن الإطار الدبلوماسي، ولأن كليهما لديه من الخبرة ما يلزم للسيطرة علي مثل هذه الأمور، وكل منهما أعلن عن صعوبة المباراة والرغبة في تحقيق الفوز، فعلي سبيل المثال قال رابح سعدان قبل اللقاء بأنه لايفكر في الحسابات كثيرا، بل إنه يركز فقط في التأهل للمونديال، وأن فريقه يملك أفضلية في ذلك، مقارنة بمنتخب مصر، وقال أيضا أنه من غير المنطقي أن نتلقي هدفين فقط من كل المنتخبات التي تقابلنا معها ثم نتلقي نفس العدد من خلال مباراة واحدة، يقصد مباراة القاهرة. أما «حسن شحاته» فأكد أن منتخب مصر يملك القدرة علي التأهل إلي جنوب أفريقيا عن طريق الجزائر رغم أن تلك المواجهة لن تكون سهلة، مؤكدا أن الكلام عن الفنيات أو حتي طرق اللعب أمر لا يمتلكه سوي غيره، ولأن الجزائريين يعرفون كل شيء عن منتخبنا ونحن كذلك، ومع اقتراب موعد الحسم أكد المعلم ثقته في لاعبي مصر رافضا أي تدخل في شئون أحد منهم، وقد أصر علي عدم الخوض في الأمور الفنية وطريقة اللعب وكذلك التشكيل حتي آخر لحظة، وتحت شعار «مزيد من السرية» قبل تلك المواجهة المصيرية، وكذلك عدم الإدلاء بأية معلومات قد تفيد الفريق المنافس.