حتى لو افترضنا أن عمرو زكى يستطيع أن يشارك فى المباراة بعد برنامج علاجى، فهل يستطيع أن يصل إلى فورمة فنية وبدنية تؤهله لقيادة فريقه فى مباراة مهمة مصيرية.. فى كل الأحوال لا يمكن أن يصبح عمرو جاهزا بشكل كامل، وبالتالى ينضم إلى قائمة العناصر الأساسية الغائبة عن خط الهجوم مع أحمد حسام «ميدو» وعماد متعب ومحمد زيدان. وهنا علينا أن نطرح سؤالا وجيها ومنطقيا.. كيف يفوز المنتخب فى كيجالى بدون خط هجوم؟.. هل هو قادر على الفوز بطريقة لعب أخرى تعتمد على نجوم آخرين متميزين فى خط الوسط مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات وأحمد عيد عبدالملك (إذا لم نعتبره مهاجما صريحا) وأحمد حسن؟ وكيف يطمئن الجهاز الفنى لطريقة وتشكيلة استثنائية فى مباراة لا تحتمل إلا نتيجة واحدة تناسبنا وهى الفوز؟.. هل يتحمل المسئولية السيد حمدى وأحمد سلامة وغيرهما من المهاجمين البدلاء الذين يفتقدون الخبرة الدولية فى مباراة أشد احتياجا للخبرة ؟.. أم أن المسئولية كلها سوف يحملها الجهاز الفنى ويضعها على أكتاف محمد أبوتريكة ومحمد بركات ليصبحا فقط الأمل الوحيد فى العودة من رواندا بمساحة جديدة من الأمل الذى لم يعد يتحمل أى حالة من حالات التعثر.. وفى هذا التحقيق نوجه سؤالا إلى عدد من الخبراء: كيف يفوز المنتخب فى كيجالى بدون خط هجوم؟ سمير زاهر: شحاتة يعرف كيف يعالج المشكلة الهجومية يرفض سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، التدخل فى عمل الجهاز الفنى للمنتخب، خاصة فيما يتعلق بعملية اختيارات اللاعبين للمباريات، ويؤكد أنه لم يفكر مطلقا فى أى وقت الحديث مع حسن شحاتة المدير الفنى فى ضم أو استبعاد لاعب وإن كان دوره لتقريب وجهات النظر فى بعض الأزمات الطارئة التى تحدث وتتناولها وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، ويرى كونه رئيسا للاتحاد ضرورة حسم الجدل وإنهاء الموقف بما يراه الجهاز الفنى للمنتخب، وهذا حدث فى أزمة محمد بركات ومحمد زيدان من قبل.. ويقول زاهر إن خط الهجوم المصرى بالتأكيد سيعانى من غياب النجوم المؤثرة مثل عمرو زكى وعماد متعب وزيدان ولكن حسن شحاتة يعرف كيف يعالج مشاكله، وأعتقد أن اللاعبين الذين ضمهم يمتلكون القدرة على تحقيق طموحات الجهاز الفنى والجماهير ودودى الجباس والسيد حمدى خامات طيبة، ومع الوقت سيكون لهم دور مهم، ولا شك أن مباراة رواندا حاسمة فى مشوار كأس العالم ويحتاج فيها كل الإمكانيات والأدوات لإدراك الفوز، ولكن الخبرات السابقة علمتنا أن لاعبى مصر معدنهم يظهر فى الشدائد، وقد تكون المباراة فرصة لاكتشاف نجوم جدد، ويجب ألا ننسى أن منتخب مصر يضم لاعبين أكفاء مثل محمد أبو تريكة وبركات وأحمد حسن، وجميعهم يمتلكون القدرة على حسم اللقاء لصالحنا لمواصلة المشوار. شوقى غريب: المنتخب لن يضع نفسه تحت رحمة الظروف الطارئة يرى الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم أن غياب المهاجمين الأساسيين عماد متعب وعمرو زكى وميدو خسارة كبيرة ولا نستطيع الوقوف مكتوفى الأيدى أمام هذه الأزمة. ويؤكد شوقى غريب المدرب العام للفريق الوطنى أن عدم وجود عماد متعب وعمرو زكى وزيدان يؤثر بشكل كبير على القدرات الهجومية للفريق ولذلك، فالجهاز الفنى لا يجعل نفسه تحت رحمة الظروف الطارئة، فعند إصابة متعب وزكى كان لدينا البدلاء الجاهزون أمثال أحمد عبد الغنى وأحمد رؤوف ومحمد محسن أبوجريشة، كما أن الفريق لم يتأثر بعدم حضور زيدان، وكان البدلاء عند حسن الظن. وأضاف المدرب العام للفريق الوطنى أن الأزمات دائما تمنح فرصة للوجوه الجديدة للكشف عن إمكانياتها مثلما حدث لعمرو زكى عندما استغل عدم توفيق أحمد حسام «ميدو» ولعب، وأحرز هدفا مؤثرا دفع به للتشكيلة الأساسية.. والجهاز الفنى يرى أن الجدد مثل دودى الجباس يمكنهم تعويض غياب زيدان بشكل كبير، فاللاعب يمتلك قدرات جيدة وأتوقع له أن يكون له دور مع المنتخب خلال الفترة المقبلة. طه إسماعيل: التشكيلة المتاحة قادرة على تنفيذ المطلوب أكد طه إسماعيل أن أهم شىء هو الحصول على الثلاث نقاط منذ بداية المباراة ثم التفكير فى فارق الأهداف، إنما عليهم التركيز أولاً فى الفوز. وأضاف طه أن التشكيل الذى اختاره حسن شحاتة فى الهجوم هو أفضل المتوفر لديه حالياً فى ظل إصابة عمرو زكى، وابتعاد ميدو عن مستواه وأيضاً المشكلة التى حدثت بين زيدان والجهاز الفنى. وأشارإلى أن السيد حمدى وأحمد رؤوف وأحمد سلامة هم أفضل المهاجمين الذين ظهروا فى الفترة الماضية مع فرقهم بشكل جيد وأنهم لن يكونوا ضيوفاً على المنتخب لأنه سبق لهم أن شاركوا مع المنتخب فى الفترة الماضية وقدموا مردوداً طيباً. واستطرد طه كلامه مشيراً إلى أن المنتخب المصرى لم يفز خارج أرضه منذ ما يقرب من عام، فآخر فوز له خارج أرضه كان أمام الكونغو فى التصفيات الأولية، وأن الفوز هام جداً هذه الفترة وسيعطى المنتخب دفعة جيدة فى مشواره نحو الصعود لكأس العالم. أبوجريشة: غياب الأسماء الكبيرة فى مصلحة المنتخب قال على أبوجريشة نجم الإسماعيلى ومنتخب مصر السابق إن مباراة مصر القادمة أمام رواندا فى كيجالى ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم تحتاج إلى الجدية والرجولة ولا تحتاج إلى المهارات والأسماء الكبيرة، وإنما البحث عن الفوز فقط وعن اللاعبين الذين يستطيعون تنفيذ وجهة نظر الجهاز الفنى. وأضاف أبو جريشة مؤكدا أن النجوم من الممكن ألا يستطيعوا تقديم المطلوب منهم فى المباراة شأنهم شأن أى لاعب آخر، كما أن الأسماء الكبيرة معروفة بالنسبة للمنتخب الرواندى وبالنسبة لأكثر المنتخبات ولكن الأسماء الصاعدة ربما تشكل عنصر المفاجأة للدفاع الرواندى بجانب محاولتهم إثبات الذات وأحقيتهم فى قيادة هجوم المنتخب. وأشار أبو جريشة إلى أن غياب النجوم عن هجوم المنتخب سببه إما الإصابة وإما ابتعاد اللاعبين عن مستواهم أو وقوعهم فى مشاكل مع الجهاز الفنى. وأكد أبوجريشة أن حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى مصدر ثقة كبيرة فهو حائز على كأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين، وعلى البطولة العربية مع المنتخب حتى الآن، بالإضافة إلى العروض القوية التى قدمها أمام البرازيل وإيطاليا فى بطولة كأس العالم للقارات. أحمد الكاس: متعب ترك فراغاً كبيراً.. والإحلال والتجديد تأخر ثلاث سنوات أكد أحمد الكاس أن عماد متعب لاعب النادى الأهلى، ترك أثرا كبيرا جدا فى المنتخب بسبب إصابته، ولم يستطيع أى لاعب حتى الآن سد مكان متعب، كما أن ابتعاد ميدو عن مستواه وإصابة زكى سببا خللا كبيرا فى خط الهجوم. وأشار الكاس إلى أن السيد حمدى لاعب جيد ويمكنه تقديم المزيد، ومن الجيد أن كل النجوم غابوا عن المنتخب فى الهجوم حتى تتاح الفرصة لاكتشاف لاعبين جدد، ليكونوا مستقبل المنتخب فى الفترة المقبلة. وأضاف الكاس أنه مشفق على كل لاعبى خط الهجوم الذين ضمهم حسن شحاتة لمباراة رواندا المقبلة، لصعوبة الموقف والضغط العصبى الذى سيواجه اللاعبين أثناء المباراة، لما للمباراة من أهمية للصعود لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، كما أن المباراة خارج مصر ولن يكون هناك دعم جماهيرى بالشكل المطلوب. واختتم الكاس حديثه مؤكدا أن حسن شحاتة تأخر فى عملية الإحلال والتجديد للاعبى المنتخب، فهناك لاعبون شاخوا فى مراكزهم فى المنتخب كما أن هناك العديد من العناصر الجيدة التى لم يستفد منها المنتخب المصرى حتى الآن وأن عملية الإحلال والتجديد كانت من المفترض أن تحدث بعد الحصول على كأس الأمم الأفريقية 2006. محمود بكر: لا مشكلة فى غياب المهاجمين الأساسيين أكد محمود بكر أن عدم انضمام نجوم خط الهجوم لا يعد مشكلة بالنسبة للمنتخب المصرى، فاللاعبون المنضمون فى قائمة المنتخب لمباراة رواندا المقبلة مجموعة متميزة وتستطيع أن تنفذ فكر الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة. وأضاف أن اللاعب الكبير يمكن أن يعتمد على مهارته الفردية دون الالتفات للمهام التى وكلها له الجهاز الفنى، لكن اللاعبين الجدد سيحاولون تنفيذ رؤية الجهاز الفنى بالنص لإثبات جدارتهم وتثبيت وجودهم فى التشكيل الفترة القادمة. وأبدى بكر ارتياحه لللاعبين المنضمين لقائمة المنتخب وأنهم تتوافر فيهم كل الصفات المطلوبة لمثل هذا النوع من المباريات كالروح القتالية والمهارة الفردية والتحرك الجيد. وأشار بكر إلى أن المهدى سليمان حارس إنبى يتعرض لاضطهاد كبير من قبل الجهاز الفنى للمنتخب، فالحارس قدم مباريات جيدة فى الفترة الأخيرة، ولكن شحاتة لم يضمه حتى الآن.
