على مر تاريخ الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، عايش القليل منا مشوار نجوما كبار أثروا تاريخ هذه الألعاب وساهموا في زيادة شعبيتها، ولم يحظى الكثيرون بهذه الفرصة وباتت معلوماتهم عن هؤلاء النجوم - والذين سننعتهم بالأساطير إن جاز التعبير – لا تتعدى مجرد معرفة اسم هذا النجم واللعبة التي كان يمارسها. وكما عودكم موقع FilGoal.com على تغطيته الرياضية المميزة لكافة الأحداث المعاضرة والتاريخية، نقدم لكم حلقات مسلسلة عن أساطير الرياضة العالمية، لتتعرفوا على مسيرة هؤلاء النجوم الحافلة بالإنجازات. بيت سامبراس : قهر المرض ليصبح أفضل لاعب تنس في القرن العشرين هو لاعب لا يمكنك أن تخفي مشاعر إعجابك به، وقد تلعب إبتسامته الخجولة وأدبه الجم وأعماله الخيرية الكثيرة ناهيك عن بطولاته وأرقامه القياسية دورا مؤثرا في ذلك، أتهمه النقاذ بافتقاد "الكاريزما" ولكنه بات قدوة ومثل أعلى لكثير من الشباب على مستوى العالم في التسعينيات..هو بيت سامبراس أفضل لاعب تنس في القرن العشرين. نبوغ مبكر ومرض وراثي بدأ بيت المولود في العاصمة الأمريكية واشنطون في الثاني عشر أغسطس عام 1971 لأبوين يونانين في ممارسة الرياضة في وقت مبكر من طفولته، وعلى الرغم من إصابته بنوع "طفيف" من أنواع فقر الدم الوراثي والذي قد يسبب الشعور بالتعب والأرهاق عند بذل أي مجهود كبير، إلا أن الطفل بيت أظهر قدرات بدنية هائلة، ولم يتأثر تماما بإصابته بهذا المرض الوراثي. ولعبت الصدفة دورا كبيرا في إتجاه سامبراس للرياضة التنس، عندما وجد مضربا للتنس في قبو منزله، ومن وقتها أخذ يضرب الكرة في مواجهة الحائط لعدة ساعات يوميا، وصدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن هذه الطريقة الأقرب للعبة الأسكواش، لعبت دورا مهما في إجادته لألعاب الشبكة. وبانتقال سامبراس إلى كاليفورنيا عام 1978، اتيحت له فرص أكبر لممارسة رياضة التنس في ظل المناخ الدافئ الذي تتميز به هذه الولاية، وانضم لنادي بينينسولا للتنس تحت قيادة المدرب بيتر فيشر والذي لعب الدور الأكبر في صناعة نجومية سامبراس.
سامبراس لحطة الأعتزال...مشهد أبكى الجميع وعمل فيشر على تدريب سامبراس على لعب الضربات الخلفية بيد واحدة بدلا من لعبها بكلتا اليدين، وهو السلاح الذي استغله اللاعب فيما بعد للفوز بألقابه السبعة في بطولة ويمبلدون. سامبراس والألقاب ...علاقة دامت طويلا وانطلق سامبراس لعالم الأحتراف في سن ال16 عام 1988، ولم ينتظر أكثر من عام واحد ليثبت موهبته الكبيرة ويبلغ الدور الرابع لبطولة فلاشينج ميدوز (رابع البطولات الأربعة الكبرى)، بعدما نجح في الإطاحة بالسويدي ماتس فيلاندر حامل لقب البطولة من ثاني أدوار البطولة في مباراة كلاسيكية من خمس مجموعات. وبعد أن نجح سامبراس في تحقيق أول لقب في مسيرته الإحترافية في فيلادلفيا عام 1990، تمكن من اقتناص أول ألقابه في البطولات الأربعة الكبرى في نفس العام في بطولة فلاشينج ميدوز على حساب عمالقة التنس في ذلك الوقت أمثال التشيكوسلوفاكي إيفان ليندل الذي أطاح به في دور الثمانية والأمريكي جون ماكنرو في الدور نصف النهائي. وتغلب سامبراس على غريمه التاريخي أندريه أجاسي في نهائي البطولة، لتبدأ مرحلة التنافس الشخصي بين اللاعبين الكبيرين والتي أستمرت طوال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، ويدخل سامبراس تاريخ التنس كأصغر لاعب يتوج بلقب فلاشينج ميدوز في التاريخ بعد أن كان قد تجاوز التاسعة عشر من العمر ب28 يوما فقط. وأنطلق سامبراس يحصد البطولات تباعا خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، فأضاف للقبه في فلاشينج ميدوز أربعة ألقاب أخرى أعوام 1993، 1995، 1996، 2002 "رقم قياسي في العصر المفتوح"، إضافة إلى لقبين في بطولة أستراليا المفتوحة عامي 1994، 1997، وسبعة ألقاب في بطولة ويمبلدون أعوام 1993، 1994، 1995، 1997، 1998، 1999، 2000، ولولا خسارة سامبراس "المفاجئة" أمام الهولندي ريشارد كرايتشيك في الدور ربع النهائي لويمبلدون عام 1996، لنجح اللاعب في تحقيق البطولة ثمانية مرات متتالية، وأضاف إنجازا تاريخيا أخر لسلسلة إنجازاته. وبخلاف ألقابه ال14 في بطولات الجراند سلام، نجح سامبراس في تحقيق 11 بطولة من بطولات سلسلة الأساتذة إضافة إلى خمسة ألقاب في بطولة كأس الأساتذة و32 لقب في بطولات ال"إيه.تي.بي"، ولقبين في بطولة كأس الجراند سلام ليصل مجموع بطولات مسيرته الإحترافية إلى الرقم 64. وعن أرقام سامبراس القياسية ...حدث ولا حرج ولم يأتي أختيار مجلة "تنس" - أوسع مجلات اللعبة إنتشارا- لسامبراس كأفضل لاعب تنس