أفضل ما يميز كرة القدم هو التنافسية الشديدة، وبعدها عن الكراهية، لكن هناك بعض الدربيات التي تتخذ منحنى أخر بعيد عن كرة القدم قليلا ويميل إلى السياسة بعض الشيء. وبين الشعب والحاكم، هناك ناد لكل منهما، يمثل أحلام الشعب وسلطة الحاكم، الرغبة في الثورة مقابل الرغبة في السيطرة، وفي النهاية الكرة هي ما يحسم الصراع. نظرية المؤامرة دائما ما يميز ذلك اللقب عن غيره، أن النادي نابع من السلطة وأنها دوما تساعده لحصد الألقاب وحتى ضم اللاعبين، وهو اعتقاد سائد بين المشجعين وفي المقابل هناك أندية يعتبر مشجعيها أنفسهم لسان حال الشعب والوقوف في وجه الاستبداد والظلم وهم يناضلون عن طريقة الهيمنة على من يقفون في وجههم. ويستعرض معكم FilGoal.com عبر التقرير التالي أندية مثلت الشعب وأخرى مثلت السلطة الكلاسيكو يتصدر القائمة دوما ريال مدريد، وحكايات فرانكو لا سيما وأنه النادي الأكبر في العاصمة الذي تأسس عام 1902 باسم نادي مدريد لكرة القدم. ومنحه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب (ريال) أي ملكي وأضيف التاج الملكي له في عام 1920. تعود أصول قصة السلطة واستخدامها إلى الجنرال فرانكو الديكتاتور الذي حكم إسبانيا بقبضة حديدة في الفترة من 1936 إلى 1975 وحسب التفسيرات المنتشرة فإنه استخدم تلك السلطة ليقصي برشلونة من طريق ريال مدريد وينفرد الملكي بالألقاب، وصفقة ألفريدو دي ستيفانو هي أكبر دليل على أن الضغط الذي قامت به السلطات وأصحاب رأس المال الكبير لينتقل إلى ريال مدريد بدلا من برشلونة أكبر دليل على كون الأول نادي السلطة حسب تلك النظرية. الكثير من مشجعي برشلونة يعتبرون النادي شهيدا لفترة حكم الديكتاتور فرانكو، لكن أهم ما يمثله برشلونة أنه يقف خلف استقلال كتالونيا بهدف أسمى ويسعى النادي من أجل قضيته عن طريق نشرها بممارسة كرة القدم، سواء ضد ريال مدريد النادي الملكي الإسباني أو ضد إسبانيول النادي الذي لا يعترف ببرشلونة. وأيضا هناك دربي كتالونيا.. وله قصة أخرى إسبانيول قام طالب هندسة في جامعة برشلونة يسمى أنخيل رودريجيز رويز بتأسيس النادي في 28 أكتوبر عام 1900، ومنحه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب الملكي في 1912، وعلى غير المتوقع فإن النادي معادي لبرشلونة، وخطاب تأسيسه كان معاديا لهم بالكامل، حتى أنهم يرون نادي برشلونة مجموعة من الأجانب يلعبون كرة القدم. وخلال فترة الحكم الديكتاتوري لميجيل بريمو دي ريفيرا وفرانشيسكو فرانكو هيمن إسبانيول على برشلونة، وكان مركز اهتمام القاطنين في تلك المنطقة. دربي الباسك تأسس سوسييداد في بدايات 1900، وتم تشكيله بواسطة بعض الطلبة والعمال، وفي عام 1905 نافس لأول مرة في بطولة كأس الملك عن منطقة سان سيباستيان، وفي عام 1910 منحه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب ملكي (ريال) وكان يستعمل الملك منطقة سان سيباستيان كمصيف، وبحكم التواجد في إقليم الباسك، فالدربي مختلف للغاية ضد أتليتك بلباو. الأخير متمسك باستقلالية إقليم الباسك، لكن فيما بعد وبعد وفاة الجنرال فرانكو في ديسمبر 1976 ظل علم الباسك ممنوعا حتى دخل كلا من إنازيو كورتاباريا كابتن ريال سوسييداد وخوسيه أنخيل كابتن أتليتك بلباو بعلم الباسك سويا. على الرغم من أنه وريال سوسييداد من منطقة الباسك إلا أن الأسود هم الفريق المفضل لقاطني الإقليم، لما يمثله من استقلال وتمثلا لألوان علم الإقليم وارتدى الزي الأخضر سابقا في إشارة للعلم، حتى أن بلباو أجبر في 1941 على أن يغير اسمه إلى أتليتكو بلباو وذلك لأن فرانكو قد حظر استخدام أية لغة غير اللغة الإسبانية الرسمية، وكلمة أتليتك هي كلمة بلغة الباسك. وأيضا أجبرهم على أن يتخلوا عن سياسة إشراك لاعبين من المولودين في إقليم الباسك فقط وهو جزء مهم للغاية من تاريخ وعراقة نادي بلباو. دربي العاصمة الإيطالية تأسس روما في 1927 بضم 3 أندية معا ليكونوا فريق روما، وجاء ذلك عن طريق بينتو موسوليني الذي كان يرغب في تحدي الأندية الشمالية، بينما لاتسيو رفض الانضمام لتلك الأندية أو روما، ليتحول إلى نادي شعبي مقابل نادي رئاسي. يرى نادي لاتسيو في نفسه السكان الأصليين لمدينة روما، وهم قوى الشعب التي وقفت في وجه ديكتاتورية موسوليني، وجماهير روما تستفزهم بلقب الفلاحين، وأحد جماهير روما وصف جماهير السماوي بأنهم مجرد "هجم مجهولين"، بالإضافة إلى أن لاتسيو يرى أن روما سرق جماهير وتاريخ المدينة لنفسه وأنه يناضل دوما لاستعادة مجده المسروق بفعل موسوليني. الكلاسيكو الهولندي الاختلاف بين أمستردام وروتردام خلق تلك الفجوة الكبيرة بين أياكس وفينوورد، إنه صراع الأغنياء والفقراء الدائم، ومع الخلاف السياسي بين الليبرالية في أمستردام واليمين في روتردام يرى مواطنو المدينة الأخيرة أن الفخر بالكامل من نصيبهم لأنهم الطبقة العاملة مقابل أن أمستردام طبقة سياسية حاكمة. منطقة روتردام مختلفة كليا عن أمستردام الأولى لم يتم تجديد معظمها بفعل الحرب، بينما الأخيرة جديدة ومبانيها منمقة، منقطة روتردام بها 1.1 مليون نسمة ولديهم نسبة كبيرة من غير الهولنديين رغم ذلك هم يرون أنفسهم مكافحين ضد أبناء الطبقة السياسية في أمستردام. دربي الأعداء الداخليين أبناء منطقة أثينا الراقية والطبقة الغنية من الشعب ومجتمع العاصمة اليونانية المهيمنة على السلطة والمسيطرة على جميع الموارد الممكنة، مشجعو نادي باناثانيكوس، وعدوهم اللدود هو أولمبياكوس. مشجعو أولمبياكوس هم أبناء منطقة بيرايوس، مدينة تعيش في ظل أثينا وقيمتها أقل ومواردها أقل بكثير، ومن يحيا بها هم الطبقة العاملة الناقمة على الرأسمالية والنظم الحاكمة وعدوهم هو باناثانيكوس والدربي بينهما يسمى بدربي الأعداء الداخليين