بالرغم من أن اليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي حازت منه امرأة مسلمة، هي الناشطة السياسية توكل كرمان، على جائزة نوبل للسلام، إلا أن اليمن تبقى هي بلد النساء الخفيات. وفي تقرير نشرته مجلة "النيوز ويك" الأمريكية، استعرضت المجلة بعض مدن وقرى اليمن، التي لو نزلت إليها، لما وجدت امرأة واحدة تسير في الشارع، أو في السوق أو في أي مكان. ويؤكد التقرير أن مدينة "الحديدة" رابع أكبر مدينة في اليمن والتي تبعد ثلاث ساعات فقط عن مدينة صنعاء، هي مدينة خالية من النساء تماما كما لو أنهن غير متواجدات، فلا الأسواق، ولا الشوارع، ولا المحلات، يمكنك أن تلمح فيها أي دليل على وجود النساء. ويشير التقرير إلى أنهم حينما وجدوا سيدتان متشحتنان بالسواد من أعلى رأسهن إلى أخمص قدميهن، ذهبوا للتسجيل معهن، إلا أنهن ابتعدتا بسرعة شديدة، ولم يتوقفا لسماعهن. وفي بلدة الشريفة الجنوبية، وهي قرية صغيرة نائية، وأغلب منازلها من الطين، استطاع القائمون على التقرير التحدث مع "خادي" وهي فتاة ذات 12 ربيعا، تزوجت مؤخرا، وزوجها أكبر منها بكثير حيث يبلغ عمره 30 عاما، وتقول خادي عن ليلة زفافها: "كانت ليلة مؤلمة للغاية، كما أن زوجها يكبرها في السن بكثير". وأكدت خادي أن أمها قبل عرسها بعدة أيام تحدثت معها بشأن الزواج والمسؤولية مخبرة إياها بأن مهامها في الحياة هي: رعاية الحيوانات، وتنظيف الكوخ، وتلبية رغبات زوجها. وأشارت "خادي" أيضا إلى أن والدتها تزوجت وهي في سن 9 سنوات وهي الآن في سن الأربعين، لكنها تبدوا أكبر من ذلك بكثير. وأوضحت "خادي" أن زواجها كان جزءا من صفقة تمت بين والدها وزوجها، وبسؤال والدتها عن ملابسات زواج ابنتها في مثل هذا السن، أوضحت أن زواجها أفاد الأسرة بشكل كبير. بالنسبة لكثير من الغربيين، فاليمن دولة تحمي الإرهابيين وأحد مراكز القوى التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة، الذي لا يزال خطرا كبيرا على الإدارة الأمريكية، لكن لا أحد يلتفت إلى مشكلات اليمن الاجتماعية، المتمثلة بشكل رئيسي في مشكلة المرأة والظروف البيئية الملائمة، وغيرها من أزمات "بلد النساء الخفيات".