نظم اليمنيون الجنوبيون المقيمون في مصر وقفة احتجاجية أمام الجامعة العربية، ظهر اليوم؛ للمطالبة بتبني قضية الحراك الشعبي الجنوبي وثورته السلمية التي تريد الاستقلال مجددا عن جمهورية اليمن. وتجمع عشرات من المواطنين اليمنيين الجنوبيين أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يطالبون بإعادة انفصال واستقلال جنوب اليمن عن شماله كما كان الحال قبل الوحدة التي تمت في 22 مايو 1990. وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد تحرير الجنوب» و«ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار.. لا وحدة ولا فيدرالية برَّه برَّه يا استعمار» و«عهدنا الشهداء والجرحى والمعتقلين.. لن نتراجع لن نهدأ حتى طرد المحتلين» و«بلادي بلادي بلادي الجنوب.. جمهورية عاصمتها عدن». وقال الدكتور أمين اليافعي، الناشط السياسي الشاب، إن اختيار اليوم للتظاهر لأنه يتزامن مع قرب مجيء يوم الاستقلال اليمني عن الاحتلال البريطاني الذي يوافق 30 نوفمبر 2012. وأوضح أن هناك حراك سلمي منذ عام 2007 للمطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة من المحتل اليمني الذي مارس الاحتلال وتجويع الشعب الجنوبي وتشريده ونهب ممتلكاته وأراضيه. وشدد بيان وزعه المتظاهرون على أن ثورة الجنوبيين متصاعدة ولا رجعة عنها، وتهدف لاستعادة دولته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبالسلم وسيلة والتفاوض طريقا مع نظام الجمهورية العربية اليمنية، وبإشراف عربي ودولي وبما يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة ويصون الحقوق ويحافظ على علاقة الأخوة بين الشعبين ويرعى المصالح والمنافع المشتركة بينهما. واعتبر البيان أن الحراك الجنوبي، الذي يدخل عامه السادس وهو أكثر عنفوانا وثباتا، إنما يقدم نموذجا لكفاح الشعوب العربية وكان سباقا وبفترة زمنية ليست بالقصيرة لانطلاقة ثورات الربيع العربي، بل وكان ملهما لها على الرغم من التعميم الإعلامي الذي مارسته أنظمة القمع والاستبداد العربية. وقال البيان إن الجنوب قضية شعب ووطن وهوية وتاريخ، موضحا أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نالت استقلالها في 30 نوفمبر عام 67 بعد ثورة التحرير الشعبية المسلحة التي انطلقت في 14 أكتوبر 1963 ودامت أكثر من أربع سنوات، قدم الشعب خلالها التضحيات الجسام وكانت تتويجا مظفرا لكفاحه الطويل ضد المستعمر البريطاني الذي دام 129 عاما. وتابع أن دولة الجنوب كانت ذات السيادة الكاملة والعضو الفاعل في كل المنظمات العربية والدولية، بل وكانت عضوا في مجلس الأمن كممثل للبلدان العربية حين دخلت في وحدة اندماجية مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990. ولفت إلى ما نصت عليه اتفاقية الوحدة بين البلدين والدولتين من إقامة دولة جديدة شكلا ومضمونا ونظاما سياسيا مختلفا عن النظامين السياسيين السابقين، غير أن الطرف الآخر تنَكَّر لكل ذلك منذ البداية وأصر على تطبيق ما خطط له سلفا، وهو الانقضاض على الشريك الجنوبي وتدمير كل ما له صلة بدولة الجنوب ومنجزاتها وتاريخ شعبها وتراثه الوطني والإنساني. وأشار إلى أن الحرب المدمرة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب ضد مشروع الوحدة خطفت الجنوب بالسطو المسلح وحولته إلى غنيمة حرب موغلة ببشاعة السلوك ونطاق التدمير وعربدة الجهل، ووقع الجنوب منذ السابع من يوليو 1994 تحت الاحتلال العسكري المباشر والشامل. ولفت البيان إلى انخراط شعب الجنوب في مقاومته الباسلة وبأشكال وطرق متعددة للوضع الذي فُرض عليه منذ ذلك اليوم المشؤوم، وتوج نضاله ذلك بانطلاقة الحراك الجنوبي المعبر عن الثورة السلمية في عام 2007، والذي ارتفع محمولا على أكتاف الإرادة الشعبية وعلى قاعدة التصالح والتسامح الذي اختاره الجنوبيون طريقا لوحدتهم، وتجاوز عوائق الماضي وجعل قبضتهم موحدة في مجابهة الظلم واستعادة حقهم في وطنهم المحتل، ودفاعا عن كرامة الشعب وكبرياء التاريخ المجيد.