تجمع عشرات من المواطنين اليمنيين أمس أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يطالبون بإعادة انفصال واستقلال جنوب اليمن عن شماله، كما كانت الحال قبل الوحدة التي تمت في 22 مايو 1990. وردد المتظاهرون هتافات مثل: «الشعب يريد تحرير الجنوب» و«ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار.. لا وحدة ولا فيدرالية.. برا برا يا إستعمار» و«عهدنا الشهداء والجرحي والمعتقلين لن نتراجع لن نهدأ، حتى طرد المحتلين» و«بلادي بلادي بلادي الجنوب، وجمهورية عاصمتها عدن». وقال عبد الحميد الدرويش -شقيق الشهيد أحمد الدرويش مفجر الثورة الجنوبية- إنهم نظموا وقفة احتجاجية أمام جامعة الدول العربية للمطالبة بفك الارتباط بين الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن. وردا على استفسار «الوطن» عن توقيت الوقفة الاحتجاجية، قال: «هناك حراك سلمي منذ عام 2007 للمطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة من المحتل اليمني الذي مارس الاحتلال وتجويع الشعب الجنوبي وتشريده، ونهب ممتلكاته وأراضيه، وإقصاء أهله واعتبارهم مواطنين درجة رابعة، رغم أننا سلمناهم دولة وأرض وثروات. لكن للأسف الشديد خدعنا بالوحدة اليمنية». مشيرا إلى أنهم يختلفون عن السودان، لأن الأصل لديهم هو أنهم كانوا دولة مستقلة دخلت في وحدة، وليس دولة تحاول الآن الانفصال. وأعلن القيادي فادي حسن أحمد باعوم -رئيس الحركة الشبابية والطلابية بالجنوب- «للوطن»، أن مطالبهم هي استقلال جمهورية الجنوب من المحتل اليمني الذي يعانون احتلاله منذ عام 1994، والذي اجتاح أرضهم وقتل منهم كثيرون، وأكد أنهم منذ هذا التاريخ يناضلون لطرد المحتل واستعادة دولتهم الجنوبية على أرضهم كونه حقا مشروعا. وقضيتهم ليس لها علاقة بمطالب ثورة الشمال برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وأوضح أن قضيتهم تختلف لأنها مسألة احتلال، وليس تغيير رئيس. «القضية ليست عرقية أو اجتماعية، هدفنا استعادة دولتنا الجنوبية التي دخلت سلميا في وحدة تم تحويلها إلى اجتياح بالقوة العسكرية واحتلال"، وبسؤاله عن المصاعب التي تواجههم، قال باعوم: «نحن نعاني حصارا إعلاميا وسياسيا، وأظن أننا ضحية لمصالح دولية وإقليمية معروفة جيدا». وأكد أحد الناشطين الجنوبيين «للوطن» أنهم في الجنوب لديهم تجربة في إقامة دولة مدنية تقوم على الدستور والقانون، ويتمنون عودة الاستقلال لتلك الدولة، وقال: «نحن الآن في القاهرة عاصمة دولة العروبة مصر التي دعمت الثورة اليمنية ضد النظام اليمني الملكي في عهد عبد الناصر الذي نتخذه نموذجا في الجنوب، والذي ساعدنا على الاستقلال عن المحتل البريطاني»، ومتمنيا لمصر الاستقرار والأمن وعودة لدورها الطبيعي في قيادة الأمة العربية. وأكد أنهم يختلفون مع مواقف دول مجلس التعاون الخليجي، وعبر عن أمله في أن تتغير مواقفهم وفقا لتغير المصالح.