«اللى هيقول لبنت يا مزة فى العيد هياخد سنة سجن»، تصريح خرجت به العقيد منال عاطف، مسئولة قسم العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، ولم يستفز الشباب المتحرش فحسب، إنما استفز أيضاً الفتيات اللائى يتعرضن للتحرش خاصة فى موسم الأعياد. «معرفتش آخد حقى وهو بيلمسنى.. هاخده وهو بيقول لى يا مزة.. طب إزاى؟»، سؤال لخصت من خلاله «مريم ذكرى» مأساة الفتيات والسيدات مع المتحرشين، فحجم الصعوبات التى تواجهها كسيدة تتعرض للتحرش بأنواعه يومياً، يجعلها تقف أمام التصريح عاجزة عن التعبير: «لو انتى على أرض الواقع هتعرفى إن مزة دى أقل شىء ممكن نسمعه.. المتحرش دايماً بيجدد فى أساليبه وألفاظه»، حسب «مريم». إثبات التحرش اللفظى مسألة يصعب تحقيقها، وفقاً لما تقوله السيدة الثلاثينية: «ما هو أنا مش ماشية بمسجل»، ويصعب إيجاد شهود «عندهم نخوة» وفق قولها، وعلى استعداد لتقديم المساعدة: «الناس بتهرب الشاب قدام عينى ويقولوا لى انتى السبب!.. أنا مش عاوزة تصريح أفرح بيه وساعة الجد ما ألاقيش حلول ملموسة». تتفق معها فى الرأى «فيولا نصرى»، التى أكدت أن إثبات التحرش أصعب من مواجهته فى الشارع، فهى تفضل أن يتلقن المتحرش «علقة» أفضل من مشوار برفقته إلى القسم، قائلة: «كلمة مزة بالنسبة للشعب بقت عادية، وأنا لو رحت بيه للضابط هيقول ده بلاغ كيدى، وهنفتح على نفسنا مجال للتريقة، ومش هناخد أى مساعدة»، وتستطرد: «لو فعلاً عاوزين يطبقوه يبقى يجيبوا لكل بنت عسكرى يمشى وراها ويسمع بيتقال لها إيه عشان يحسوا باللى بنعانى منه». الشاكى كلامه مصدق إلى أن يثبت العكس، طبقاً للقانون، هكذا طمأن المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، الفتيات والسيدات بأن كلامهن نافذ إذا لم يستطع المتحرش إثبات علاقة ربط بينه وبين الشاكية عليه: «ما دام مفيش دوافع، أو علاقة ربط بين المتحرش والضحية هيتحبس هيتحبس.. بس لازم البنات يبقى نفَسهم طويل».