انتقل تنفيذ الجماعات الإرهابية لعملياتها من المباني الخاصة بالجيش والشرطة إلى الاغتيالات، ومن ثم إلى استهداف القنصليات الأجنبية، ورأي عدد من السياسيين أن هذه العمليات تأتي إما لإثارة المشكلات مع الدول الأجنبية، أو إتلاف العلاقات بين مصر والدول الأخرى. وقال اللواء نبيل أبوالنجا الخبير الإستراتيجي، إن ملف الإرهاب سيتم تناوله بين مصر وإيطاليا من حيث عدة نقاط، خاصة بعد تفجير مبنى القنصلية الإيطالية الأخير بالقاهرة، لأن القنصلية أو السفارة التي تمثل دولة ما تعتبر أرض أجنبية على أرض مصرية، مؤكدًا أن توفير الأمن لمن يعملون بها هو احترامًا للدولة نفسها. وأضاف أبو النجا ل"الوطن" أن وزير الخارجية الإيطالي "باولو جنتيلوني" أتى إلى مصر في زيارة اليوم، أعلن عنها عقب تفجير القنصلية، لدعم مصر إقتصاديًا وأمنيًا والتصميم على إيصال رسالة للعالم عامة والإرهاب خاصة مفادها أن إيطاليا تدعم مصر ولن تتأثر العلاقات بينهم بعد التفجير. واستطرد أبوالنجا، أن إيطاليا ستدعم مصر ضد الإرهاب في مجال المعلومات الإستخباراتية، والوسائل التكنولوجية التي يمكن من خلالها تعقب الإرهابيين ومعرفة معلومات كثيرة عنهم، كما يمكن أن يتم مناقشة تبادل الإرهابيين بين البلدين للحد من العمليات الإرهابية. من جانبه، قال سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، إن إيطاليا أدركت بعد تفجير مبنى القنصلية الإيطالية أن الإرهاب آفة عالمية لا يجب محاربتها عالميًا، لذا لا تستطيع أي دولة مهما كانت قوتها أن تقف وحدها ضد الإرهاب. وأضاف اللاوندي ل"الوطن"، أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي اليوم لمصر جاءت لدعم مصر في مواجهه الإرهاب، فإيطاليا عضو بالاتحاد الأوروبي فتستطيع أن توصل عدة رسائل للاتحاد الأوروبي لكي يدعم مصر خاصة في مجال المعلومات الاستخباراتية وتعود السياحة الإيطالية لمصر بكثافة كما كانت عليه من قبل. وأكد اللاوندي، أن زيارته تأتي للتأكيد على أن إيطاليا ستقف بجانب مصر مهما فعل الإرهاب من عمليات إرهابية غاشمة ولن يؤثر التفجير في العلاقات الودية بين البلدين، كما أنها من الممكن أن تشجع المستثمرين الأروبيين أن الإرهاب لن ينال من مصر وأن الوضع أمن.