«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» جزء من حديث نبوي كشفت به الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، عن سبب زيارتها المفاجئة لأحد دور رعاية البنات في محافظة الجيزة، إذ تحدثت مع فتاة من النزلاء عمرها 17 عاما عن سبب دخولها الدار، متابعة: «قعدنا لوحدنا، كانت عايزة تتكلم قوي عيونها وصوتها حسيت منها كده». الفتاة فضفضت للوزيرة بمعلومات عن أسرتها «أنا بمشي من البيت لأن والدي بيضربني، طول الوقت بيشرب مخدرات وللأسف كمان ضغط على أمي تشرب معه»، بدأت الفتاة في سرد أسباب دخولها الدار في حديثها مع وزيرة التضامن الاجتماعي، متابعة: «أنا عندي 6 أخوات، والدي ميسور الحال، كنت صابرة على ضربه لي لاعتراضي المتواصل على شربه داخل البيت، لكن الحاجة إلى كسرتني وقهرتني إني كمان أشوف أمي بتشرب مخدرات». ماذا طلبت فتاة دار الرعاية من وزيرة التضامن؟ تفاصيل إنسانية عديدة شهدها اللقاء، فالفتاة لديها شقيقة تبلغ من العمر عامين وشاب أكبر منها وأخ أصغر: «إزاي إخواتي الولاد يشوفوا أبويا قدوة؟ إزاي أنا وأختي الصغيرة نشوف أمي قدوة؟ أنا عايزة أعيش وسط أهلي وحضن أبويا وأمي»، هكذا عبرت الفتاة عن رغبتها المُلحة أثناء حديثها مع وزيرة التضامن للعيش في أسرة هادئة: «بس أما حضن الأهل مايكونش أمان يبقى آجي واقعد هنا». لدى الفتاة أحلام وطموحات عديدة لكنها بسيطة: «أنا بنت عندي أحلام كتيرة، يا أبلة حاكموا الآباء والأمهات إلى بسبب المخدرات بيهدوا أملنا في الحياة». الحديث ذكّر الدكتورة مايا مرسي بالخط الساخن ل صندوق مكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات ودوره: «شوفت حالات من خلال الخط الساخن لصندوق الإدمان لأمهات يعتصر قلوبهن من الألم بسبب تعاطي أبنائهم للمخدرات لكن بالأمس ملامح الخوف وكسرة البنت كشفت لي أن أثر تعاطي الأب أو الأم أكثر ألما ووجعا على أولادهم.. اغتالت المخدرات أحلامهم وحولت الأسرة من عنصر أمان لمصدر خوف ورعب، والمأساة بتكون أكبر عندما يجر الأب الأم لمأساة المخدرات». وزيرة التضامن كتبت عبر صفحتها على «فيسبوك»: «عيون البنت دي كانت رسالة مش بس لأهلها، دي كانت بتكلم كل أب وكل أم، أنتم الأمان والقدوة والاحتواء.. ورغم كل ما مرت به البنت ما زالت تحلم بحضن الأسرة». في نهاية منشورها، وجهت الدكتورة مايا مرسي رسالة مهمة للآباء والأمهات: «رسالتي لكل أب أو أم أو أي إنسان وقع في مشكلة المخدرات عندنا خدمة مجانية وعلى أعلى مستوى لعلاج المخدرات خذوا الخطوة واتصلوا على خط صندوق الإدمان 16023 كل اللي محتاجينه قرار ورغبة في العلاج علشان نكسر حاجز الخوف الموجود في عيون البنت دي وعيون أطفال كثير ونرجع لهم الامان والمودة».
