باركت القائمة العربية المشتركة بالكنسيت الإسرائيلي،كل تحقيق جدي ومستقل لجرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، مؤكدة على ضرورة محاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في العدوان الأخير أو ما عرف بعملية "الجرف الصامد". ونشرت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية، البيان الصادر عن القائمة المشتركة عقب نشر الأممالمتحدة تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن العدوان على قطاع غزة، وقال "التقرير يؤكد ضرورة التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب، حيث أنشئت المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب على خلفية الجرائم التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية، مطالبين من كل من ناهض جرائم الحرب حينها، أن يدعم تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة ويدعم شرعية المنظومة الدولية لحقوق الإنسان". وطالبت القائمة المشتركة، الحكومة الإسرائيلية بالتوقيع على وثيقة "روما" لمحاكمة مجرمي الحرب، لا سيما وأنها من بين الدول القليلة التي رفضت التوقيع، في حين أن حماس والشعب الفلسطيني مستعدان بشكل كامل للمحاكمة، وعلى هذا الأساس وقع (أبومازن) على معاهدة "روما". أكدت القائمة، أن التقرير يشير إلى انتهاك إسرائيل للقانون الدولي خلال العمليات العسكرية، ويلمح إلى أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن الوضع الذي أدى لارتكاب جرائم حرب، وقالت "التقرير يؤكد أن العشرين سنة الأخيرة لم تشهد حربًا مدمرة كما العدوان على غزة، مشيرًا إلى حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل". وانتقدت القائمة، عمل لجنة التحقيق ونشر نتائجه بمعزل عن الحصار المفروض على غزة، واتخاذها موقف الحياد بشأن انتهاكات الطرفين، حيث ساوى محققو الأممالمتحدة بين الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل وجماعات فلسطينية "حماس" في حرب غزة، مشيرين إلى أنها ترقى إلى جرائم حرب، في حين أن جوهر التقرير نفسه لا يساوي بين جرائم الطرفين، ويورد حقائق تحصي آلاف القتلى وآلاف الجرحى، وتدمير أحياء كاملة، مقابل قتل وإصابة عدد قليل من الإسرائيليين. أشارت القائمة المشتركة، إلى أن حجم الاستهتار الإسرائيلي الكبير بالتقرير، دليل على عدم قدرتها على إجراء أي تحقيق جدي ونزيه وتنصلها من المسؤولية على الجرائم، خاصة وأن جهاز التحقيق والمحاسبة الإسرائيلي معطوب، ومنحاز للمؤسسة السياسية والعسكرية ولا يمكنه محاسبة المسؤولين عن الجرائم ولا منع تكرارها في المستقل، والمطلوب هو تحقيق جنائي مستقل. وقالت "الافلات من العقاب يسود على كل المستويات الإسرائيلية من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى الحصار". وأضافت "مدى الدمار والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة غير مسبوقين وسيؤثران على الأجيال القادمة، فحسب التقرير، شهدت الأعمال العدائية 2014 زيادة كبيرة في القوة التدميرية التي استخدمت في قطاع غزة، فأطلقت إسرائيل أكثر من 6 آلاف ضربة جوية و5000 ألف قذيفة دبابة ومدفعية، وقُتِل 1462 مدنيا فلسطينيا، ثلثهم أطفال، في العملية التي استمرت 51 يومًا".