قال محققون تابعون للأمم المتحدة يوم الاثنين إن من المحتمل أن إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة ارتكبوا انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي في حرب غزة عام 2014 قد ترقي إلى أن تكون جرائم حرب. ودعا المحققون كل الأطراف إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت تحقيقا مبدئيا منفصلا. ومن المتوقع أن تقدم السلطة الفلسطينية أول طلب رسمي من جانبها إلى المحكمة التي يوجد مقرها في لاهاي هذا الأسبوع. وقالت ماري مكجوان ديفيز رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي "أقصى ما نتمناه من هذه التحقيقات الطويلة والشاقة هو أن ندفع كرة العدالة قليلا على الطريق." وأنهى وقف لإطلاق النار حربا استمرت 50 يوما بين مقاتلين من غزة وإسرائيل قال مسؤولو صحة إن أكثر من 2100 فلسطيني قتلوا فيها معظمهم مدنيون. وقالت اسرائيل ان 67 جنديا من قواتها وستة مدنيين قتلوا. وتسببت الضربات الجوية والقصف الاسرائيليين لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تدمير واسع النطاق للمنازل والمدارس. وأطلق مسلحون من غزة آلاف الصواريخ وقذائف المورتر على اسرائيل. وأطلقت حماس وجماعات مسلحة أخرى آلاف الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل من قطاع غزة. وقال المحققون المستقلون في تقرير يوم الاثنين في أعقاب تحقيق استمر عاما "استطاعت اللجنة (التابعة للأمم المتحدة) جمع معلومات مهمة تشير إلى انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وفي بعض الحالات قد ترقى هذه الانتهاكات إلى أن تكون جرائم حرب." ودعا المحققون إسرائيل إلى إجراء تحقيقات داخلية ذات مصداقية مع مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار إذا وجدت أدلة تثبت وقوع جرائم. وحثوا إسرائيل على تقديم تفاصيل عن "قرارات الاستهداف" حتى يتسنى إجراء تقييم مستقل لهجماتها على قطاع غزة التي قتل فيها 1462 مدنيا ودمرت آلاف المنازل. وقالت لجنة التحقيق إنها "تشعر بالقلق من تفشي الإفلات من العقاب فيما يتصل بانتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي قيل إن القوات الإسرائيلية ارتكبتها." وانتقدت إسرائيل التقرير الذي صدر يوم الاثنين. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا قالت فيه "الجيش الإسرائيلي تصرف لدى الدفاع عن نفسه أمام الهجمات وفق أعلى المعايير الدولية." وقالت الوزارة "من المؤسف ان هذا التقرير لم يعترف بالفرق الهائل بين السلوك الأخلاقي لاسرائيل" وتصرفات المنظمات الفلسطينية "الإرهابية" التي واجهتها خلال الحرب التي دامت 50 يوما. وكانت إسرائيل انتقدت من قبل التحقيق بوصفه متحاملا عليها ومضيعة للوقت. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي يوم الاثنين إن المسؤولين الأمريكيين تلقوا نسخة من التقرير لكنهم غير مستعدين للتعليق عليه. وقال المتحدث الأمريكي أيضا إن الولاياتالمتحدة لديها مخاوف بشأن آلية التحقيق وشبهة انحياز. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست إن الإدارة الأمريكية ستنتظر أيضا "نتائج أخرى" لتحقيق من جانب إسرائيل. وأشار إلى أنه خلال حرب غزة دعمت الولاياتالمتحدة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بينما عبرت في الوقت نفسه عن قلقها العميق من وقوع المدنيين بين طرفي القتال. واستهجن المحققون المستقلون أيضا ما قالوا إنه إعدام الفصائل المسلحة في غزة 21 "متواطئا" فلسطينيا مزعوما مع اسرائيل في غزة وقالوا إن هذه الإعدامات تشكل فيما يبدو جرائم حرب. وقال التقرير ان الفصائل الفلسطينية المسلحة أطلقت قرابة 5000 صارخ و1750 قذيفة هاون كثيرا منها نحو المدن والبلدان الإسرائيلية. واشار التقرير إلى "الطبيعة العشوائية لمعظم المقذوفات التي اطلقت على إسرائيل واستهداف المدنيين الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي وقد يرقى إلى أن يكون جريمة حرب." وكان المحققون منعوا من الوصول إلى غزة وإسرائيل لكنهم وضعوا تقريرهم على أساس أكثر من 280 مقابلة مع المصابين والشهود وكذلك 500 شهادة مكتوبة. وقال التقرير ان القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية لم تغير مسار ما تفعله رغم الأدلة الكثيرة على الدمار القاتل في الأحياء المأهولة في غزة ويثير هذا تساؤلات بشأن الانتهاكات المحتملة التي قد تصل الى جرائم حرب. ودعت حركة حماس في بيان على موقعها الإلكتروني إلى مقاضاة الزعماء الإسرائيليين لكنها تجاهلت الاتهامات المنسوبة إليها. وقالت حماس إنها ترحب بإدانة الاحتلال التي وردت في تقرير الأممالمتحدة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة وارتكاب إسرائيل جرائم حرب. وأضاف بيان حماس قوله إن هذا يقتضي إحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية ويجب على العالم أن يضع نهاية لجرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني وغزة. وكانت حماس نفت من قبل ارتكاب أي خطأ قائلة إنها قاتلت إسرائيل لحماية الشعب الفلسطيني في غزة. ويخضع قطاع غزة للحصار منذ سنوات ودارت بين الجانبين حربان منذ سيطرت حماس على القطاع في عام 2007.