«كيف أكون خادماً بالجيش الإسرائيلى الذى احتل وطنى، متناسياً انتمائى وهويتى الفلسطينية والعربية من أجل الحصول على حقوق كفلها لى القانون»، جملة قالها صحفى فلسطينى يلخص بها حالة الصراع بين الانتماء والشبه مواطنة «كما يسميها» التى يعيشها الشبان المسيحيون من فلسطينيى الأراضى المحتلة عام 1948، بعد أن قرعت أجهزة جيش الاحتلال أبوابهم، طالبة إياهم للتجنيد والانضمام إلى صفوفها. يقول برهوم جرايسى من «فلسطينى 48» من مدينة الناصرة ل«الوطن»: «أرفض جملة وتفصيلاً محاولات تجنيد الشباب المسيحيين فى الجيش الإسرائيلى، هذه الدولة التى بُنيت فى أساسها على العنصرية والحقد والطغيان والكراهية والظلم، والدين المسيحى يدعو إلى المحبة والسلام، ويرفض كل هذه الأشكال». ويضيف برهوم: «لا أستطيع أن أخدم فى جيش سلب أرض أجدادى وهجّرهم من طبريا وإفرث، كما أرفض أن أكون فى جيش احتل شعباً كاملاً وسلب حقوقه الإنسانية، ونحن نريد أن نعيش بحرية وكرامة ووطن». وفى السياق نفسه، رأى الشاب الفلسطينى المسيحى زياد حمورى أن «إسرائيل تحاول من خلال فرض سياسة التجنيد تفكيك النسيج الفلسطينى إلى أقسام طائفية للوصول إلى نتيجة أن ليس هناك ما يسمى الشعب الفلسطينى وترسيخ مبدأ أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». وأضاف حمورى: «لا أحد يحمى الشعب الفلسطينى، سوى الانتماء الوطنى الحقيقى له ولقضاياه المصيرية العادلة، والكفاح من أجل تحقيق السلام والمساواة القومية والعدالة الاجتماعية». يذكر أن المئات من شباب العرب بمدينة الناصرة المحتلة حيث يوجد أكبر تجمع مسيحى عربى فى إسرائيل، خرجوا فى مسيرات ضمت أعضاء من عرب الكنيست مساء الجمعة الماضى للتنديد بتجنيد المسيحيين لأداء الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلى. جاء هذا بعد أن عقدت وزارة الدفاع الإسرائيلية قبل أيام فى نتسيرت عيليت، بالقرب من الناصرة، مؤتمراً شارك فيه ثلاثة من رجال الدين المسيحى وبعض المسئولين من الناصرة والمنطقة المحيطة، بهدف تجنيد المسيحيين فى الجيش الإسرائيلى والخدمة المدنية.