قرر مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية فى بلدة الناصرة، حيث يوجد أكبر تجمع مسيحى عربى فى إسرائيل، خلال جلسته الأسبوعية التى عقدها فى ساعة متأخرة مساء أمس /الاثنين/، فرض "الحرمان" على راعى طائفة الروم الأرثوذكس بالبلدة جبرائيل نداف ومنعه من مزاولة الكهنوت، لمشاركته فى مؤتمر حول تجنيد الشباب المسيحى فى الجيش الإسرائيلى. وعقدت وزارة الدفاع الإسرائيلى مؤخرا فى نتسيرت عيليت، بالقرب من الناصرة، مؤتمرا شارك فيه ثلاثة رجال دين مسيحيين وبعض المسئولين من الناصرة والمنطقة المحيطة، بهدف تجنيد المسيحيين فى الجيش الإسرائيلى والخدمة المدنية. وأصدر مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية بيانا صحفيا، نشر صباح اليوم الثلاثاء/، أكد فيه "عروبة المسيحيين وأنهم جزء لا يتجزأ من أبناء شعبهم الفلسطينى".
وأضاف البيان أنه "فى الوقت الذى تتعالى فيه أصوات أبناء الطائفة العربية الدرزية لرفض الخدمة فى الجيش الإسرائيلى، وآخرها رسالة الشاب الدرزى عمر زهر الدين سعد، الذى رفض أمر الخدمة العسكرية، تتعالى أصوات النشاز من قبل بعض المرتزقة لتجنيد أبناء الطوائف المسيحية لخدمة جيش الاحتلال تحت شعارات فارغة منها حماية الأقلية المسيحية فى هذه البلاد". وجاء فى البيان أيضا "إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية يطالب المجتمع النصراوى (نسبة إلى الناصرة) وسائر أبناء شعبنا (العربى الفلسطينى)، بمقاطعة كل المشاركين فى هذا المؤتمر المعيب كانوا من كانوا. أما على مستوى من شاركوا باسم طائفتنا، ذات التاريخ الوطنى العريق على مدار عقود من الزمن، وأولهم الكاهن جبرائيل نداف، الذى لم يعد كاهنا للطائفة منذ أكثر من عامين، وهو لا يمثل الطائفة لا من قريب ولا من بعيد، كما ظهر اسمه فى نص الدعوة للمؤتمر إياه، فقد حذره المجلس من مغبة استخدام اسم الطائفة، فى محاولة للإدعاء بأنه كاهن الطائفة فى الناصرة". وشدد مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية على أنه "لن يسمح لكائن من كان، أن يزج باسم الطائفة العريقة بالمؤامرة التى تحاك ضد أبناء شعبنا ككل، إن كان من خلال دعوات لخدمة جيش الاحتلال، أو الدعوة والترويج لما يسمى بالخدمة المدنية البديلة للخدمة العسكرية المرفوضة أصلا. إننا لن نسمح بتلطيخ اسم الطائفة ومواقفها الوطنية، أو استخدامه كأداة لتفرقة أبناء الشعب الواحد". من جانبه، قال رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي صباح اليوم /الثلاثاء/ إن مخطط السلطات الإسرائيلية لتجنيد المسيحيين فى الجيش الإسرائيلى والخدمة المدنية سيفشل مثلما فشل من قبل فى أواخر الخمسينيات ومنتصف الثمانينيات من القرن الماضى.
