أعلنت وزارة الكهرباء رفع حالة الطوارئ للدرجة «القصوى» أمس، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التى تؤثر على كفاءة تشغيل محطات إنتاج الكهرباء وشبكة النقل ومحولات التوزيع، فضلاً عن لجوء المواطنين إلى أجهزة التكييف ما يتسبب فى أحمال زائدة على الشبكة القومية، وأظهر التقرير اليومى للوزارة وصول الحمل الأقصى للاستهلاك أمس إلى أعلى معدلاته منذ عدة أشهر بإجمالى 27 ألفاً و300 ميجاوات. وأصدرت «الكهرباء» تعليمات لرؤساء شركات الإنتاج والنقل والتوزيع ب«ضرورة قيام كل منهم بوضع منظومة متكاملة تكفل استمرار التشغيل بكفاءة والتعامل الفورى مع أى حالة طوارئ على أن يكون كل منهم مسئولاً مسئولية كاملة عن أداء التشغيل للمعدات الواقعة فى نطاق الشركة التى يرأسها، بالتزامن مع الانتهاء من برامج الصيانة فى مواعيدها وإجراء الصيانات الدورية اللازمة، بجانب وجود «فرق فنية» فى كل أنحاء الجمهورية فى حالة تأهب، للتدخل الفورى فى حالة حدوث أى أعطال أو حالات طوارئ، والتعامل بحرفية عالية فى هذه الحالات. وشدد مسئولو شركات «الكهرباء» على ضرورة المتابعة المستمرة لأداء المحطات على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير إمدادات الوقود لكل المحطات. من جانبه، قال المهندس جمال عبدالرحيم، رئيس التحكم القومى للكهرباء، إن «الشبكة يمكنها مواجهة تزايد الاستهلاك الكهربى بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب استقرار الشبكة القومية للكهرباء بتحسين كفاءة محطات الكهرباء وانتظام ضخ الوقود». وأضاف «عبدالرحيم» ل«الوطن» أن «الشبكة القومية نجحت أمس الأول الثلاثاء فى تجنب تخفيف الأحمال أو فصل التيار الكهربى على الرغم من استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى درجة مئوية غير مسبوقة أمس»، مشيراً إلى أن «إجمالى الزيادة بين أحمال أمس وأمس الأول يصل إلى 500 ميجاوات، وهو ما يؤكد أن الزيادة فى الاستهلاك بالأمس ليست كبيرة ويمكن للشبكة القومية مواجهتها بكل ثقة». من جهته، قال الدكتور محمد اليمانى المتحدث الرسمى باسم الوزارة إن «الشبكة القومية للكهرباء تجنبت تخفيف الأحمال أو فصل التيار أمس الأول، ما يشير لتحسن أداء محطات الكهرباء بعد تنفيذ برامج الصيانة للوحدات الكهربية فى ظل توفر الوقود اللازم لتشغيل المحطات». وتعهدت شركات الكهرباء فى وقت سابق بصيانة جميع الوحدات قبل أغسطس المقبل، وأعلن بعض الشركات عن الانتهاء من الصيانة قبل الميعاد المقرر، بالإضافة لتشغيل عدد من الوحدات الجديدة فى شمال الجيزة وأسيوط، ما ساهم فى رفع قدرات الشبكة القومية للكهرباء لمواجهة زيادة الأحمال المتوقعة خلال الأيام الماضية وفى ظل ارتفاع درجات الحرارة. وقال المهندس الحسينى الفار، رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، ل«الوطن»: «لقد انتهينا من 95% من أعمال الصيانة»، موضحاً أن «الشركة لم تلجأ إلى تخفيف الأحمال أمس الأول رغم ارتفاع درجات الحرارة بسبب رفع كفاءة محطات الكهرباء، وتستعد للزيادة المتوقعة فى الاستهلاك خلال الأيام المقبلة». وأشار «الفار» إلى أن «الشركة ستنتهى الأسبوع المقبل من صيانة 15 ألف محول بجانب لوحات توزيع الجهد المتوسط، ما يرفع من كفاءة الشبكة القومية للكهرباء وصمودها أمام هذا الطقس الحار»، موضحاً أن «الاستهلاك فى المناطق التابعة لشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء (مصر الجديدة - مدينة السلام - مدينة العبور - مدينة نصر - العباسية - القاهرة الجديدة - شبرا - شبرا الخيمة - القناطر - الحلمية - المطرية - المرج - الخانكة) ارتفع إلى 9%، ما يؤكد الارتفاع المتزايد فى الاستهلاك بالتزامن مع الموجة الحارة». فى سياق متصل، بالتوازى مع ارتفاع درجات الحرارة، أمس، انقطعت الكهرباء عن بعض المدن والقرى فى المحافظات، وطالبت شركات الكهرباء المواطنين بتخفيف الاستهلاك وضبط أجهزة التكييف على الدرجة 25 لترشيد الاستهلاك، فيما أبدى الأهالى غضبهم من زيادة فترات الانقطاع. فى بنى سويف، عادت أزمة انقطاع التيار الكهربائى بعد يومين من الانتظام بقرى ومدن المحافظة، خاصة فترة الظهيرة، ما أدى لتذمر أهالى المحافظة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو. وشهدت عدة قرى بمراكز ناصر والواسطى، شمال المحافظة، انقطاعات متكررة للكهرباء على مدار ال24 ساعة الماضية، لفترات تراوحت بين ساعتين وأربع ساعات على مدار اليوم، ما دفع عدداً من الشباب للخروج والاستحمام فى مياه النيل للهروب من حرارة الجو. وشهدت محافظة دمياط الأزمة نفسها أمس. وقال المهندس أشرف السعيد، رئيس هندسة شمال، إن سبب انقطاع التيار الكهربائى فى منطقة شمال يرجع إلى عطل فى المحولات، مشيراً لرفع حالة الطوارئ بكهرباء دمياط مع تسيير دوريات ليل نهار على المحولات. وسادت حالة من الغضب بين أهالى محافظة المنوفية، بسبب تزايد الانقطاعات المستمرة فى التيار الكهربائى بالتزامن مع الموجة الحارة التى تضرب البلاد، وتجاوز فترات الانقطاع 4 ساعات بواقع ساعتين نهاراً ومثلها فى المساء. وتعرض محول كهرباء فى بورسعيد، بحى العرب، للانفجار بسبب الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة، الأمر الذى أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى عن المنطقة المحيطة به وبعض المناطق القريبة منه، ونجحت قوات الدفاع المدنى والإطفاء فى السيطرة على الانفجار بعد أن تصاعدت أبخرة كثيفة من داخل المحول. وشهدت مدن المحافظة أيضاً انقطاعاً للتيار الكهربائى فى أماكن متفرقة لمدة تجاوزت الساعة، فى إطار تخفيف الأحمال على التيار بالمحافظة وخوفاً من إلحاق الضرر بالمحولات بسبب موجة الحر الشديدة. وحذرت شركة كهرباء الإسكندرية، أمس، المواطنين من تشغيل أجهزة التكييف على درجة أقل من 25 درجة، لعدم زيادة استهلاك التيار الكهربائى، ما يترتب عليه زيادة الطاقة الاستهلاكية والتأثير على المحطات الكهربائية، ولجوء الشركة لتخفيف الأحمال وقطع التيار. وقال المهندس محمد بكر، رئيس شركة الكهرباء بالمدينة، ل«الوطن»، إن المواطنين يعلمون جيداً أن تشغيل أجهزة التكييف على درجة حرارة أقل من 25 درجة سيؤثر على محطات الكهرباء ويزيد من الطاقة الاستهلاكية، وتضطر الشركة إلى تخفيف الأحمال.