أصعب لحظات الرحلة بدايتها، وهو الأمر الذى يتحدث عنه «إبراهيم بدر» من محافظة القليوبية، لاعب المنتخب الوطنى لألعاب القوى البارالمبى، حيث يشير إلى أن هناك عدة عوامل تساعد على تحقيق الأهداف من بينها تجاوز مرحلة البدايات لأنها الفترة التى يجد الفرد نفسه يقف بعيداً عن الناس، لا أحد يقدم له الدعم والنصيحة، ومن هنا يجب أن تكون لديه العزيمة والإصرار كى يتجاوز هذا الأمر. تزداد صعوبة البدايات مع ذوى الإعاقة، تلك الفئة التى عانت من التهميش سنوات، حتى جاءت اللحظة التى يرى فيها الأبطال ذوو الهمم أن الشغل الشاغل للدولة هو تطوير المنظومة البارالمبية لإفراز أبطال قادرين على انتزاع الميداليات الدولية وتمثيل مصر بشكل مشرف فى البطولات الكبرى. وهو ما يعتبره «بدر» أمراً مبشراً للغاية، خاصة أنه من بين قدامى الأبطال البارالمبيين الذين حققوا إنجازات عديدة فى اللعبة، ويرى أن هناك فارقاً كبيراً فى كل شىء، حيث لم يكن هناك اهتمام كافٍ بتجهيز لاعبى المنتخب الوطنى البارالمبى فى الماضى، مثلما يحدث خلال الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذى كان سبباً فى حصول مصر على حقوق تنظيم عدة بطولات بارالمبية ما يشير إلى ثقة العالم بقدرة الدولة المصرية على تنظيم فعاليات بارالمبية كبرى إلى جانب اقتناص لاعبى المنتخب المصرى البارالمبيين العديد من الميداليات على المستوى الدولى. بداية «بدر» مع ألعاب القوى البارالمبية، جاءت لكونه لا يريد أن يكون عاجزاً عن القيام بأمر ما مثلما يفعل الأسوياء، ومن هنا كانت الخطوة الأولى: «كنت بروح مع أصحابى الأسوياء تمرين رمى القرص، وببقى عايز أثبت لنفسى إنى قادر أكون زيهم، ولأنهم بيحبونى فكانوا بيشجعونى، وكذا مرة خلونى أجرب أرمى القرص، وشوية بشوية عرفت إن فيه رياضة تناسب إعاقتى الحركية». نجح «بدر» فى تحقيق 3 ميداليات بارالمبية، و6 ميداليات فى بطولات العالم المختلفة، كما أنه يتربع على عرش أفضل لاعبى أفريقيا منذ 1994 حتى الآن، وهو إنجاز يصعب تحقيقه خاصة فى ظل المنافسة الشرسة بين الرياضيين البارالمبيين: «والدى ووالدتى كانوا بيشجعونى ويساعدونى علشان كده وصلت للى أنا فيه، وبفضل دعمهم نجحت فى الرياضة وكمان فى الدراسة وتخرجت من كلية الحقوق».