قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الجيش المصري "متدين" وليس علمانيًا كما يعتقد البعض، مضيفة أن الرئيس المعزول محمد مرسي، كان يعتقد بشكل خاطئ أن العلاقة الدينية كافية للاطمئنان على ولاء الرئيس السيسي له، وهو الأمر الذي دعا بعض الإعلاميين للاعتقاد بأنه ينتمي لجماعة الإخوان وسيعمل على "أخونة" القوات المسلحة المصرية. وذكر التقرير الذي كتبه "جلعاد وينيج"، أنه عقب تولي "السيسي" إدارة البلاد بعدة أسابيع، سمح للضباط والجنود بإقامة شعائر الصلاة أثناء التدريبات وهو ما كان محظورًا في فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما أشار إلى أنه عندما كان وزيرًا للدفاع استخدم في العديد من خطاباته آيات من القرآن الكريم. وأضاف التقرير، أن الرئيس الأسبق محمد مرسي، حاول الإطاحة بالسيسي والفريق أول صدقي صبحي بعدما رفضا العديد من مطالب جماعة الإخوان كضم شباب الجماعة للتجنيد، ورغم أن السيسي بذل جهودًا كبيرة للحيلولة دون سيطرة جماعة الإخوان على الجيش، إلا أنه فيما يبدو يرى أن الدين الإسلامي ينبغي أن يلعب دورًا مهمًا داخل المؤسسة العسكرية المصرية، ويرجع ذلك إلى التربية المتدينة التي تلقاها داخل أسرة محافظة، وللتوجه الديني داخل المؤسسات منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كان السيسي طالبًا في الكلية الحربية. وأوضح التقرير أن المنهج الإسلامي الذي تعتمده إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، يتسق مع أهداف السيسي بنشر المنهج الديني المتسامح والمعتدل، لذلك تعاونت الشؤون المعنوية مع مؤسسة الأزهر من أجل مناهضة الفكر المتطرف ونشر الفكر المستنير. وفي السياق ذاته، أكد التقرير أن الوازع الديني أصبح شائعًا داخل الجيش المصري، وبرز ذلك من خلال الآيات القرآنية التي ظهرت خلف السيسي عندما كان وزيرًا للدفاع، وصدقي صبحي وزير الدفاع الحالي، إلى جانب ذكر قيادات الجيش العديد من آيات القرآن الكريم أثناء إلقاء الكلمات والخطب. واختتم الكاتب مقاله، موضحًا أن الوازع الديني داخل القوات المسلحة المصرية لا يدعو للدهشة لأن الدين يلعب دورًا في حياة وثقافة الشعب المصري، لافتًا إلى أن عزل مرسي يجب اعتباره جزء مهم من المعركة الإيديولوجية التي تخوضها الدولة لاستعادة الإسلام من جماعة الإخوان، ويبدو أنها نجحت في ذلك حتي الآن.