اهتمت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل أشكالها المسموعة والمقروءة والمرئية والإليكترونية، بترشيح وزير الدفاع المصرى السابق المشير عبد الفتاح السيسى، بترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. ونشرت صحف تل أبيب، الصادرة اليوم الخميس، نبأ ترشح السيسى على صدر صفحاتها الأولى، كما كان لصورة السيسى مكان بارز كبير على تلك الصفحات، حيث قالت إن عبد الفتاح السيسى، الذى أعلن أمس الأربعاء أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة من المتوقع أن يفوز بالمنصب بسهولة. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن السيسى ينظر إليه بإعجاب شديد لدى كثيرين من المصريين الذين يعتبرونه بطلا بعد أن أطاح فى يوليو بحكم "الإخوان المسلمين" فى مصر. فيما قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، إن أنصار السيسى ينظرون إليه كمنقذ يستطيع إنهاء الاضطراب السياسى الذى يلازم مصر منذ أن أنهت "انتفاضة شعبية" فى 2011 حكم حسنى مبارك الذى استمر ثلاثة عقود، حسب تعبيرها. فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن السيسى استقال من منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة أمس الأربعاء حتى يمكنه الترشح للرئاسة. وأضافت الصحيفة العبرية أن منتقدى السيسى ومعارضيه من جماعة "الإخوان" وبعض القوة السياسية الأخرى يخشون من أن يبدد الآمال فى الديمقراطية والإصلاح والعدالة الاجتماعية التى انتعشت بعد احتجاجات الشباب التى أطاحت بمبارك، على حد قولها. وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن السيسى أثار توقعات وتطلعات وصلت إلى عنان السماء لكنه لم يقدم حلولا مفصلة لمشاكل الفقر ونقص إمدادات الطاقة والبطالة التى تثقل كاهل معظم سكان مصر البالغ عددهم حوالى 85 مليون نسمة، على حد زعمها. ولفتت هاآرتس إلى أنه خلال الخطاب المسجل الذى وجهه إلى الشعب المصرى معلنا فيه عزمه على خوض سباق الرئاسة، قال السيسى إنه سيتصدى للتحديات لكنه حذر المصريين من أنه لا يمكنه أن يحقق المعجزات. وأضافت الصحيفة العبرية أن العالم لم يكن يعرف الكثير عن السيسى قبل ظهوره على شاشة التليفزيون فى الثالث من يوليو ليعلن إزاحة مرسى بعد مظاهرات حاشدة طالبت باستقالته وتعطيل العمل بالدستور والاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. ولفتت هاآرتس إلى أن السيسى لم يظهر كثيرا أثناء شغله منصب مدير المخابرات الحربية أثناء حكم مبارك، مضيفة أن مرسى عين السيسى قائدا للجيش ووزيرا للدفاع فى أغسطس 2012 بتقديرات خاطئة بأن الجيش سيدعم "الإخوان المسلمين" وينفذ برنامجهم الإسلامى مادام أنه سيحتفظ بامتيازاته الضخمة. وأوضحت الصحيفة العبرية أنه ربما تأثر مرسى بسمعة السيسى كمسلم متدين، وقال بعض زعماء الإخوان إنه اعتاد الانضمام لهم فى الصلاة وكان يبكى أثناء تلاوة آيات من القرآن، مضيفة أن آذان مرسى بدت صماء عن الاستياء فى الشوارع الذى بلغ ذروته بعدما انتزع سلطات كاسحة وسعى لتمرير دستور ذى صبغة إسلامية، وزادت حدة الاضطرابات بسبب اعتقاد بأن الإخوان فشلوا فى إدارة الاقتصاد. وبعدما اكتسبت حملة منسقة بعناية مناهضة لمرسى قوة دفع واختار السيسى اللحظة المناسبة وأمهل الرجل الذى عينه وزيرا 48 ساعة ليستقيل. وقالت الصحف العبرية إن المصريين الذين أنهكتهم الاضطرابات أشادوا بالسيسى. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن السيسى ولد فى 19 نوفمبر 1954 وكان أصغر عضو فى المجلس العسكرى الذى حكم البلاد على مدى 18 شهرا مضطربة بعد الإطاحة بمبارك فى 11 فبراير 2011. فيما نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن السيسى لم يتخذ إلا مؤخرا ما يصفونه بالقرار المحفوف بالمخاطر بالترشح للرئاسة. ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن بعض المعجبين بالسيسى يشبهونه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر البطل القومى صاحب المكانة الكبيرة، على الرغم من أنه قاد مصر إلى هزيمة أمام إسرائيل فى حرب 1967، على حد تعبيرها .