تحت عنوان "إسلامية السيسي السرية"، نشرت مجلة "فورين أفريز" الأمريكية تقريرا عن المشير عبد الفتاح السيسي، ملقية فيه الضوء على علاقته بالتيارات الإسلامية وما يمكن اعتباره استخداما للشعارات الدينية من جانبه كوسيلة للحصول على دعم شعبي. وقالت المجلة إن تظاهر السيسي بالتمسك بتعاليم الإسلام مجرد وسيلة لإضفاء لون مختلف على حكمه لمصر الذي هو في الأساس "حكم عسكري".
ولفتت إلى أن السيسي سبق وأن استفاد من من هذه الاستراتيجية، حيث ظنت قيادات جماعة الإخوان المسلمين أنه من المناصرين السريين للجماعة داخل الجيش، ولذلك قبلت الدفع بع وزيرا للدفاع خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي.
ولفتت إلى أن الجانب الأكثر تعبيرا عن ذلك فى حملة السيسى هو تكتمه الشديد، فهو شخص كتوم للغاية ويحتفظ بأفكاره لنفسه، وهو كان معروفا داخل المؤسسة العسكرية بأنه يؤثر الوحدة، وكان يفضل البقاء بصبحة عدد قليل من الأصدقاء وتلك السمعة ساعدت فى جعله مفضلا لدى المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق.
وتتابع المجلة قائلة إن السيسى حرص خلال حملته على ألا يظهر ميلا للتيار الدينى، على حد قولها، ونأى بنفسه عن الأحزاب المحافظة التى أعلنت تأييدها لترشحه وأحاط نفسه بشخصيات معتدلة مثل مفتى الجمهوية السابق على جمعة، وحصل على دعم بعض أبرز العلمانيين مثل محمد حسنين هيكل وعمرو موسى وهشام قاسم، إلا أن آراء السيسى الخاصة تتناقض بشدة مع صورته العامة كمسلم معتدل.
وبررت المجلة الأمريكية تلك المزاعم بالتسجيلات المسرية المنسوية للسيسى والتى قال فيها إنه على المصريين أن يضعوا ثقتهم فى الله والجيش والشرطة المدنية لأخذ مصر إلى الحرية والاستقرار والتقدم.
وعزا الفساد إلى الخطاب الدينى البعيد عن الواقع، ودعا إلى ضرورة تمثيل الله بطريقة جيدة من خلال الأقوال والأفعال، مشيرة إلى أن عدم رفض السيسىى لتأييد حزب النور السلفى له يشير إلى أنه قد يكون مستعدا لعرض مناصب فى الدولة على أعضائه بعد تتويجه رئيسا.
وألقت المجلة الضوء أيضا على أن السيسي نشأ فى أسرة متدينة، ويقال إنه استطاع أن يحفظ القرآن فى سن مبكرة ولا يزال حريصا على الصيام يومى الاثنين والخميس وأداء الصلوات الخمس وعادة ما يتضمن حديثه إشارات دينية.
وعلى العكس من العديد من زملائه، يتجنب السيسى الجلسات الاجتماعية التى توجد بها مشروبات كحولية أو ارتداء النساء لزى غير مناسب، كما أن كل النساء فى أسرته ترتدين الحجاب.
وتوقعت فورين أفيرز أن يعزز تدين السيسى، أو تظاهره به، حكمه للبلاد، مضيفة أن اتصاله بمؤسسات الدولة الإسلامية سيشكل مصدر رئيسى لإضفاء الشرعية على رئاسته، ومن ثم سيكون لتلك المؤسسات نفوذ فى مجموعة من السياسات المحلية، كما أنها سيكون لها دور في رسم السياسة الخارجية، وهو ما تشير إليه الصداقة بين السيسي والسعودية.
وأوضحت أيضا أن "إسلامية السيسي" ستكون وسيلة في يد الجيش لتعزيز قبضته على الاقتصاد التي تزداد يوما بعد يوم، كما أن "جشع الجيش" يمكن تصويره اليوم كدليل على اهتمامه بخلق هالة تبدو إسلامية حول اقتصاده.
واختتمت بالقول إنه "مصر السيسي في مجملها ستكون دولة يعزز فيها الدين استبدادية الجيش ويخدم لشرعنة قمع المعارضين، وبخاصة الإسلاميين منهم .. صحيح أن هذه الصورة لم تتضح في حملة السيسي الدعائية، لكنها حقيقة يجب أن يعد الجميع نفسه لقبولها."