صبغت دماؤهم وجهاً باسماً لمصر، وحملت أسماؤهم عطرها، مسلميها وأقباطها، وصاروا وساماً على صدر كل مصرى، وأمانة فى رقبة كل مسئول عن رعيته، حملها الرئيس محمد مرسى، متعهداً بالقصاص وإعادة فتح ملف محاكمة مبارك ورموز نظامه، لكنه وبعد مرور ال100 يوم التى جعلها معياراً للحكم عليه، لم ينفذ شيئاً مما وعد به فى حق الشهداء. «الوطن» راحت ترصد تقييم أهالى الشهداء للوعد الرئاسى الذى لم يرَ النور بعد، يقول «باسم»، الأخ الأكبر ل«أحمد بسيونى» شهيد «جمعة الغضب»: أثناء الانتخابات أرسل لنا المرشح محمد مرسى دعوة للقائه، لكننا رفضنا حتى لا يتاجر بنا أحد، وبعد فوزه «مفيش حاجة حصلت»، لم يفكر فى دعوتنا أو يستجِب لنداءاتنا. وتؤكد أُم الشهيد طارق محمد عامر، الذى استشهد فى «جمعة الغضب»، هذا المطلب بقولها: «مش هنرضى غير لما اللى قتل ولادنا يتعدم». وتقول والدة مايكل مسعد، شهيد «أحداث ماسبيرو»، التى لم تكفّ يوماً عن تذكر لحظاته الأخيرة، بينما لا ترى أى شىء تحقق مما وعد به الرئيس: «عاوزين قصاص يرد حق ابنى، ومفيش غير إعدام المشير اللى هيبرد نارنا. إقالته لوحدها مش كفاية». والدة كريم خزام، شهيد أحداث بورسعيد، لم تتوقع يوماً أن يذهب ابنها إلى «ماتش كورة» فيعود جثة هامدة، وأنها ستظل تصرخ للمطالبة باستعادة حقه دون أن يسمعها أحد، حتى الرئيس الذى جاء به أمثال هذا الشهيد إلى الحكم، تقول: «حق شهداء الثورة لسه ما جاش، وحق ولادنا لسه بدرى عليه، بس مش هنسيبه»، أخت الشهيد عبدالرحمن فتحى، من «ألتراس أهلاوى» تقول: «لحد دلوقتى والريس ما عملش حاجة، القضية فى المحكمة، ومرسى ما حسبهمش شهداء». سعيد علوان، ابن عم الشهيد طه أبوكف، أحد ضحايا «أحداث رفح»، يرى أن القصاص لشهداء رفح يختلف عن القصاص لباقى شهداء الثورة. أما ممدوح طه، عم الشهيد محمد المصرى، فلم يجد سوى الدعاء ليشفى غليله: «حسبى الله ونعم الوكيل» يرفعها للسماء، بينما يؤكد أن الرئيس لم يأتِ بحق الشهداء، ويقول: «لو كان حد من ولاد الوزراء ولا الداخلية كانت الدنيا قامت، لكن ولادنا بالنسبة لهم أرواح ملهاش لازمة».