ما بين التكبير والصراخ كانت ردة فعلها، تحكى عن انتظارها ليوم الحكم بفارغ الصبر، تتذكر كيف دخلت المشرحة للتعرف على جثة ولدها الشهيد مصطفى الصاوى، تنظر إلى صوره المتراصة فى أنحاء المنزل، وتحدثه فيها عن اليوم الموعود الذى يحكم فيه على من تلوثت أيديهم بدمائه، تنظر إلى «مبارك» ونجليه والعادلى ومعاونيه بمجرد ظهورهم بالتليفزيون، بعين الأم المكلومة التى تنتظر القصاص منهم، بعد سماعها الحكم على الرئيس المخلوع ب «المؤبد» فتقول «الله أكبر»، وتغيب ابتسامتها بسماع باقى الأحكام، لتعلن رفضها وغضبها للبراءات وللحكم على العادلى بالسجن وليس الإعدام، مشاعر كثيرة ومتناقضة عاشتها فايزة عبدالحميد غباشى؛ تحكى تفاصيلها قبل وبعد الحكم. لماذا هللت «الله أكبر» بالحكم على «مبارك» بالمؤبد؟ - «لأنه لن يعيش طويلاً، وكفاية علىَّ إنه يقضى باقى عمره مذلولاً فى السجن، والإعدام كان هيريحه وأنا مش عايزاه يرتاح أبداً». ولماذا تبدلت ردود فعلك بسماع الأحكام؟ - لأن «العادلى» لازم يتعدم، هو الوحيد اللى مش هقدر أستنى عليه إنه يتسجن، شايفة دم ابنى على إيده، وكمان براءة جمال وعلاء خلّتنى أحس إن مصطفى مات فعلاً وحقه راح، لأنى كنت أتمنى إن مبارك يشوف ولاده مذلولين أو مقتولين أمامه، مش يخرجوا براءة ويدمروا البلد». لماذا تقولين إنهما سيدمران البلد.. ماذا تتوقعى منهما؟ - أتوقع أن يتفقا مع أحمد شفيق ويرجع النظام السابق، ومش بعيد نستنى نشوف جمال رئيس بعد 4 سنين. هل تكتفين بالحكم على «مبارك» و«العادلى» كمتهمين رئيسيين فى قتل المتظاهرين؟ - بالطبع لا، هناك ناس حتى الآن لم تأخذ جزاءها، ولا دخلت السجن مثل من كانوا فى الخدمة يوم 28 يناير، ودهسوا أولادنا بعربياتهم وضربوهم بالخرطوش، مش كفاية يحاكموا اللى أمر وبس، من نفذ يجب أن يأخد جزاءه، ومن السهل طبعاً أن سجلات الداخلية تعرف من كان فى الخدمة وقت الثورة، كلنا سمعنا عن الخطة 100 التى نفذت على ولادنا. ما شعورك عندما شاهدتِ «مبارك» والمتهمين أمام شاشة التليفزيون؟ - بأكلّمهم وكأنهم سامعينّى وأقول لهم دم ابنى فى رقبة كل واحد فيكم، ده لو كانوا بيحاربوا إسرائيل مكنوش ضربوهم كده، وأتمنى من كل قلبى أن مبارك يشوف موت ولاده الاتنين قُدّام عينيه عشان يحس باللى إحنا حاسّين بيه». وما رد فعل ابنك الأصغر «مروان»؟ - هو صحيح عنده 12 سنة لكن فاهم كل حاجة، ودايماً يقول همّا دول اللى قتلوا أخويا. البعض ينوى التوجه إلى ميدان التحرير للاعتراض على تلك الأحكام.. ماذا ستفعلين الآن؟ - مجرد ما ينزل الشباب للميدان هروح هناك، ومكانى معروف، فى أول صف أمام الدبابات أو عربات الأمن المركزى زى ما كان المرحوم «مصطفى» واقف بالضبط يوم ما قتلوه، يمكن يقتلونى زيه وأروح أشوفه بقى عشان وحشنى. ما شعورك بعد سماع الحكم؟ - عايزة أزور قبر «مصطفى» زى كل جمعة، وأقول له لسه مخدتش حقك يا ابنى، دمك لسه فى إيديهم، والنهاردة بس أنا حسيت إنك مت، ودمك راح هدر. وماذا كنت تنوين إذا جاءت الأحكام بالإعدام قصاصاً كما كنتِ تتمنين؟ - كنت قررت أن أعمل «فرح» تحت صورة «مصطفى» الموجودة فى الشارع، وأعزم كل أهالى الشهداء عشان نحتفل.