سادت حالة من الهدوء الحذر جامعة الأزهر، أمس، حيث خلت الجامعة من المسيرات والمظاهرات، وتمركزت عربات الأمن المركزى أمام البوابات، وانتشر جنود الأمن فى محيط الجامعة لمساعدة أفراد شركة فالكون فى أعمال التأمين وتحسباً لحدوث مظاهرات من قبَل طلاب الإخوان. فى الوقت نفسه انتظمت الدراسة فى العديد من الكليات العملية بالجامعة مثل كليات الطب والعلوم والهندسة والصيدلة، وقال الطالب عمرو سامح، بالفرقة الرابعة بكلية الطب، إن الكلية بدأت على الانتظام، وإن الطالب الذى يأتى إلى الجامعة لا بد أن يكون هدفه الأول هو التعلم، فيما أكد الطالب هيثم أسامة، بالفرقة الخامسة كلية الصيدلة، أن ما شهدته الجامعة أمس هو من فئة محددة لعدد من الطلاب لكن غالبية الطلبة منتظمون فى دراستهم. على جانب آخر أعادت شركة «فالكون» تركيب بوابات بديلة للبوابات التى حطمها طلاب الإخوان فى مظاهرات أمس الأول، وقال اللواء محمد الشنهابى، العضو المنتدب والمدير التنفيذى لفالكون، إن الشركة مستمرة فى تنفيذ تعاقدها مع جامعة الأزهر ولن يغير ما حدث أى شىء، وأضاف: لا نفكر نهائياً فى تسليح الأفرار لأن مهمتهم هى تأمين البوابات فقط، وهذا لا يتطلب أى نوع من التسليح. فيما تمركزت عربتا نقل جند كبيرتان ومدرعتان أمام كل بوابة مباشرة، واصطف الجنود حول البوابة من داخل الحرم الجامعى وخارجه، وهو ما أشاع جواً من الطمأنينة بين الطلاب وأفراد الأمن. وفى نفس السياق قال رئيس الجامعة الدكتور عبدالحى عزب ل«الوطن» إن الجامعة لن تسمح لهذه الفئة الضالة من الطلاب بتعطيل الدراسة مهما كانت الأسباب، وإن أى طالب سيثبت تورطه فى أى من أحداث العنف سيتم تطبيق أقصى عقوبة قانونية عليه. وقال الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس الجامعة ل«الوطن» إن إدارة الجامعة سلمت خطابات استدعاء ل29 طالباً وطالبة لكلياتهم للتحقيق القانونى معهم لمشاركتهم فى أعمال العنف. وأضاف أن الطالب الذى سيتخلف عن تلبية الاستدعاء لمدة أسبوع من تاريخ التسلم سيُعتبر مداناً وسيتم معاقبته بكل قسوة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث القذرة، على حد وصفه. وأوضح نور الدين أن الدولة تدعم الجامعة بكل السبل والوسائل. وعن فشل شركة فالكون من عدمه قال: هذا تقدير مجانب للصواب ومبكر جداً، فمهمة الشركة منع دخول الأسلحة والشماريخ والبانرات والأوراق الدعائية، وهو ما غاب عن تظاهرات أمس الأول، وهذا يعنى نجاحها وليس فشلها. وفى سياق متصل قال مصدر بالأمن الإدارى إن قائمة ال29 التى سيتم التحقيق معهم مرشحة للزيادة وإن البحث جار عن بعض الأسماء التى شاركت فى الأعمال التخريبية وإنه جرى التعرف على اسمين إضافيين لترتفع القائمة إلى 31 طالباً. وأضاف أن الأمن الإدارى استطاع إحباط محاولة اقتحام للجامعة عبر سورها المطل على شارع عبدالعزيز الشناوى، حيث تسلل 3 طلاب وطاردهم أفراد الأمن الإدارى حتى كلية الصيدلة ولكنهم اختفوا بين زملائهم، وهرب الآخرون ممن كانوا يحاولون اقتحام السور من خارج الجامعة.