فجر المرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق قنبلة من العيار الثقيل، حين صرح بأنه تمت عدة مقابلات بينه وبين قيادات من التيار السلفى وأيضاً قيادات من الإخوان المسلمين وذلك قبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية. وفى البداية، أنكر الدكتور ياسر برهامى هذا اللقاء فى حلقة له مع الإعلامى وائل الإبراشى وقرر على الهواء ولعدة مرات أنه كان اتصالاً هاتفياً وعلى الرغم من إصرار وائل على أن اللقاء قد تم فى منزل الفريق شفيق وتكرار هذا القول عدة مرات، فإن الدكتور ياسر أصر على موقفه من أنه لم يكن إلا اتصالاً حتى إن وائل بإلحاحه قد قال له: «والله شكلك بيقول إنه لقاء فى منزله». وفى اليوم التالى، أقر الدكتور ياسر برهامى فى مداخلة له مع الإعلامية هالة سرحان بأنه بالفعل التقى بالفريق شفيق فى منزل الأخير على خلاف ما قرره فى اليوم السابق وعلل ذلك بأن «المذيع» يقصد وائل الإبراشى كان يقاطعه ولم يعط له الفرصة لتوضيح حقيقة الأمور وهو قول للأسف غير صحيح وتسجيل الحلقة مذاع على المواقع الإلكترونية واتضح من مداخلة الدكتور ياسر برهامى أن اللقاء مع الفريق شفيق لم يكن مقصوراً عليه بل شمل كلاً من المهندس أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب آنذاك وكذلك المهندس عبدالمنعم الشحات القيادى البارز فى التيار السلفى، وبرر الدكتور ياسر برهامى المقابلة والتى تمت فى منزل الفريق شفيق قبل إعلان نتيجة الانتخابات بيوم واحد بأنها كانت لحقن دماء المصريين فى حالة فوز الفريق شفيق بالرئاسة ولأخذ وعد منه بعدم تصفية جماعة الإخوان المسلمين أو الانتقام منهم، أى أن المقابلة كانت لصالح مصر وللحفاظ على دماء المصريين. ثم كانت المفاجأة الثانية وهى إعلان أن الفريق شفيق قد التقى السيد/ حسن مالك القيادى الإخوانى البارز وأيضاً أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية وفى منزل الفريق شفيق، وبرر الإخوان هذا اللقاء بأنه كان لطلب الفريق شفيق دعم الإخوان له فى الانتخابات الرئاسية وهو الأمر الذى يجافى المنطق، فكيف يطلب الفريق شفيق دعم الإخوان له فى انتخابات الرئاسة؟ وإذا ما كانت هذه نيته، فهل يذهب هو إليهم، أم يستقبل أحد قادتهم فى منزله؟ إذن، فالثابت أن الفريق شفيق التقى وفى منزله بقيادات الإخوان المسلمين والسلفيين وهو أمر من وجهة نظرى طبيعى ومعتاد فى ممارسة العمل السياسى ولا عيب فيه، ولكنه يتعارض تماماً مع ما يعلنه قيادات السلفيين والإخوان مع أن مبادئ الشريعة الإسلامية والدين هى التى تحكم عملهم السياسى، فلا أظن أن من مبادئ الدين والشريعة أن تلتقى بمنافسك فى السر وبغير ما تظهر فى العلن خاصة أن دعايتك الانتخابية وفى الجزء الكبير منها يقوم على أن منافسك ضد تطبيق الشريعة الإسلامية وأنه يسعى لتقويض أركان الحكم الإسلامى وأنه امتداد للفساد السابق وعودة بنا إلى الظلم والاستبداد، فكيف إذن تلتقى معه سراً؟ وقد ظهر الدكتور صفوت حجازى على إحدى القنوات الدينية واعتبر أن لقاء الدكتور ياسر برهامى والمهندس أشرف ثابت والمهندس عبدالمنعم الشحات وهم من القيادات السلفية البارزة بالفريق أحمد شفيق عشية إعلان نتيجة الانتخابات لم يكن إلا لطلب الأمان ووعدهم للفريق شفيق بإجهاض أى مظاهرات قد تندلع ضد إعلان فوزه بالرئاسة وأخيراً وفى مقابل ذلك معرفة نصيبهم من الكعكة إذا ما فاز الفريق شفيق بالرئاسة وهو ما يعنى أنه انتهازية سياسية بعد أن أشيع أن الفريق شفيق هو الفائز بمنصب الرئيس. ولم يحدثنا الدكتور صفوت حجازى عن سبب لقاء السيد حسن مالك القيادى الإخوانى بالفريق شفيق ولم نعرف رأيه فى هذا الأمر ونرجوه أن يوضح ذلك. والمستفاد من هذا الأمر، أن كلاً من الإخوان المسلمين والسلفيين يمارسون السياسة بقواعدها من اتفاقات وتحالفات ولقاءات سرية وتوزيع للسلطة فى الخفاء ويمارسون فى السر ما يخفونه فى العلن ولا عيب فى ذلك وفقاً لقواعد السياسة، أما العيب كل العيب فهو أن تكون ممارسة السياسة تحت مظلة الدين وأن تعتمد فى حصولك على أصوات البسطاء وذوى النية الحسنة بإعلانك أن هدفك تطبيق الشريعة الإسلامية وبعث مبادئ الأخلاق الحميدة وأنك تنشد طاعة الله وأن منافسك يسعى لهدم قواعد الدين وإلغاء الشريعة ونشر الفساد والاستبداد، فكيف تلتقى معه سراً؟ ألا يتعارض هذا مع المبادئ والدين والشريعة؟ لذا، أرجو أن يمارس حزب «الحرية والعدالة» التابع للإخوان المسلمين وحزب النور التابع للسلفيين السياسة بقواعدها وأن يكفوا -مرضاة لله- عن استخدام الدين لحصد مكاسب فى الدنيا وألا يقحموا الدين فى السياسة.