في تصريحات أثارت التساؤل حول ما إذا كانت «طالبان» تسعى لطمأنة العالم من أجل إحكام سيطرتها على البلاد، أعلن الناطق الرسمي باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، أمس، بأن أفغانستان ستتوقف عن إنتاج المخدرات بكل أنواعها اعتبارا من اليوم، ليتناقض مع الاتهامات السابقة للحركة بالتربح من وراء تجارة المخدرات. وأوضح مجاهد، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأفغانية كابول: «لن تنتج أفغانستان أي أنواع من المخدرات.. لن يكون ممكنا لأحد أن يشارك في تنظيم تهريب المخدرات.. اعتبارا من هذه اللحظة ستكون أفغانستان دولة خالية من المخدرات». محاصيل أخرى بدلا من الخشخاش إلا أنه استطرد قائلا: إن البلاد ستحتاج لمساعدة دول العالم كي تكون لدى المزارعين المحليين إمكانية لإنتاج محاصيل أخرى بدلا عن زراعة الخشخاش، وذلك حسبما نقلت وكالة نوفوستي الروسية. وأشارت تقارير نقلها موقع روسيا اليوم عن رويترز، إلى أن الولاياتالمتحدة أنفقت أكثر من 8 مليارات دولار على مدار 15 عاما على الجهود المبذولة لحرمان طالبان من أرباحها من تجارة الأفيون والهيروين في أفغانستان. أفغانستان أكبر مورد للمواد الأفيونية ويرى مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون من الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة أن في الوقت الذي تُنهي فيه واشنطن أطول حرب لها، تظل أفغانستان أكبر مورد غير مشروع للمواد الأفيونية في العالم، ويبدو أنها ستبقى كذلك لأن طالبان على وشك الاستيلاء على السلطة في كابول. وأدى الدمار خلال الحرب، وتهجير الملايين من ديارهم، وخفض المساعدات الخارجية، وخسائر الإنفاق المحلي من قبل القوات الأجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة إلى إشعال أزمة اقتصادية وإنسانية من المرجح أن تترك العديد من الأفغان الفقراء يعتمدون على تجارة المخدرات من أجل البقاء على قيد الحياة. يأتي ذلك وسط حالة من القلق تنتاب بعض مسؤولي الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة، من أن انزلاق أفغانستان إلى الفوضى يصنع ظروفا لزيادة إنتاج الأفيون غير المشروع، الذي سيعتبر نعمة محتملة لطالبان، بحسب التقرير. خبراء: من غير المرجح حظر الخشخاش وبحسب الخبراء، حظرت طالبان زراعة الخشخاش في عام 2000 سعيا وراء الشرعية الدولية، لكنها واجهت ردة فعل شعبية عنيفة وغيرت موقفها في الغالب في وقت لاحق. لذلك، يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن تحظر طالبان زراعة الخشخاش في حالة وصولهم إلى السلطة. وشهدت السنوات الثلاث الماضية بعض أعلى مستويات إنتاج الأفيون في أفغانستان، وفقا لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وحتى مع تفشي جائحة "كوفيد-19"، ارتفعت زراعة الخشخاش بنسبة 37% العام الماضي، حسبما أفاد المكتب في مايو.