خيم الحزن على جميع منازل قرية «دوينة» بأسيوط، بعد اختطاف 4 من العمال المصريين على يد جماعات مسلحة ليبية واحتجازهم، لا لسبب إلا لكونهم أقباطاً، بعد أن سافروا للعمل فى ليبيا منذ 3 أشهر، ليواجهوا القهر والذل، وأخيراً الخطف، وربما القتل. الأشقاء الثلاثة «جمال ورأفت ورومانى» وابن عمهم عادل، عمال المحارة، ضاق عليهم الرزق، فسافروا منذ 3 أشهر إلى ليبيا، فكان نصيبهم الضنا والعذاب، وأخيراً الاختطاف، ليتركوا منازلهم، التى كانت تستعد لاستقبالهم، مكسوة بالحزن والكآبة. فى منزل ريفى بسيط بقرية دوينة التابعة لمركز أبوتيج فى محافظة أسيوط جلس «متى حكيم» والد المختطفين ال3، وعم الرابع، مرتدياً الجلباب الصعيدى، وعلى رأسه الشال، وهو لا يتمتم إلا بتلك الكلمات «ولادى رايحين على رزقهم، العيشة صعبة وكل واحد معاه عيل و2، طيب يعملوا إيه؟ عمرنا ما سمعنا عن التفرقة بين الناس بالدين». وذكر «متى حكيم» أن أبناءه جمال، 36 سنة، متزوج، ولديه ولد وبنت أكبرهما فى الصف الأول الابتدائى، ورأفت، 29 سنة، متزوج، ولديه بنت عمرها سنتان، وولد لم يكمل عامه الأول، أما رومانى فلديه بنت، عمرها 6 شهور، وعادل صدقى حكيم ابن عمهم، لم يكمل 21 سنة، وأعزب. ويحكى الأب القصة وقلبه متحسر، ويقول إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من أبنائه قبل عملية الاختطاف بيومين، أخبروه فيه بأنهم دبروا حالهم وخلاص نازلين، مشيراً إلى أن كثيراً من أبناء القرية نزلوا وما حصلش حاجة. وأجهش الأب بالبكاء وقال: «خرجوا المسلحين لأولادى وابن أخويا وأخدوهم، منهم لله». وأضاف موسى متى حكيم، شقيق المختطفين، أنهم علموا بالحادث عندما تلقوا اتصالاً هاتفياً من شخص يُدعى «حمادة سيد»، أحد المرافقين لهم بالسيارة، والذى ذكر أن جماعة ليبية مسلحة اختطفت إخوته وابن عمه أثناء عودتهم من ليبيا إلى مصر عند بنى سرت، أثناء خروجهم من طرابلس متجهين إلى الحدود المصرية، وتم توقيفهم، حيث كانوا يستقلون سيارة ليبية كانت تحمل 7 أفراد مصريين، 4 مسيحيين و3 مسلمين، ثم سألوا الركاب عن عقيدتهم الدينية، وحينما تيقنوا من أن أشقاءه وابن عمه مسيحيو الديانة أمروهم بالنزول، وأمروا السائق بالانصراف. وبينما حاول أحد الركاب السؤال عما سوف يفعلونه هددوه، مشيراً إلى أنه منذ اختطافهم وحتى الآن تليفوناتهم مغلقة. وطالب موسى متى وزارة الخارجية بسرعة التدخل لإنقاذ أشقائة ونجل عمه وعودتهم سالمين قبل أن ينالهم سوء.