أطلق الرجل الستينى سلامة عواض تنهيدة طويلة عند سؤاله عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقال «عبدالناصر كان زعيم بحق ومحترم وكان رجل صعيدى جدع وشهم، ودماغه كانت ناشفة ورأيه من دماغه، وكان يحب شعبه وإحنا كلنا كنا بنحبه، لأنه كان أبونا إللى عشنا تحت ظله سنين، كل حاجة فى ناصر تحبها؛ كلامه وشخصيته وحبه لوطنه وشهامته، فلولا عبدالناصر ماكانش حد فى البلد دى اشتغل ولا كان هيبقى فى قانون يضمن حقوق العامل والفلاح». يكمل الرجل البسيط الذى كان يعمل عاملاً بإحدى المدارس على مدار 33 عاماً، «أنا حبيت ناصر الزعيم والرئيس والأب لكل واحد فى مصر، وقت النكسة كانت لحظة صعبة أوى حسيت وقتها بالخوف والخجل، وإزاى ناصر ممكن يمشى ويسيبنا، فخرجت مع الناس فى الشوارع نهتف باسمه ونطالبه لازم ترجع ومش هتمشى الشعب كله محتاجك». كانت تكاد الدموع تذرف من عينيه وهو يتحدث عن يوم وفاة ناصر، «أنا كنت وقت ما مات فى الجيش وأول ما سمعت الخبر كانت صدمة وبكيت بكاء شديد أوى، وكانت العساكر تلطم كلطم النساء حزناً على فقدان أحبابها، واختاروا وقتها عدداً من الجنود للمشاركة فى الجنازة وكنت من ضمنهم، ناصر كان أكثر من أبويا فهو المصداقية والشهامة والوطنية وطعم الانتصار والصبر وقت الشدائد، وساب كل حاجة وراه مترتبة للحرب وسابها للسادات بيضة مقشرة». «ناصر ماغابش عن بال أى حد فينا، وفضل موجود معانا بزعامته وقوته وإصراره على النصر، وبعد الانتصار فى أكتوبر كنا نضع صورة عبدالناصر على الدبابات، فهو الزعيم الخالد الذى لم نشعر فى يوم واحد أنه مات، وأنه فضل موجود فى قلوبنا كلنا، فهو كما كان يلقب دائماً ناصر حبيب الملايين». يقول إن ناصر لم ولن يأتى مثله، وكل الرؤساء الذين أتوا بعد ناصر لم يعوضوا غيابه و«ماقدروش ياخدوا مكانه فى قلب من أحبوه، فناصر حافظ على حقوق العمال والفلاحين، تعالى انهارده شوف حال العامل والفلاح حقوقه ضايعة والفلاح بقى مالوش أى مكانة فى البلد، فمصر مابقتش زى الأول كل سنة بترجع لورا أكتر، مفيش حد بيدور على صالح البلد، لكن عبدالناصر كان بيشتغل علشان خاطر مصر وكان شريف اليد، يعمل لصالح الغلابة علشان ياكلوا كويس، ده كان سبب أن الناس الغلابة بتحب عبدالناصر وكان بالنسبة ليهم مش مجرد رئيس ولكن كان أبوهم». أخبار متعلقة: «الوطن» تحيى الذكرى ال42 لرحيل الزعيم: ناصر.. ما زال هنا «الإخوان» فى زمن «ناصر».. و«ناصر» فى زمن «الإخوان» «تعلب»: أنا الفلاح اليتيم بعد «جمال» «فرحات»: السمك فاض فى الستينات.. والتلوث يقتله الآن حلم النهضة الصناعية.. قتيل برصاصة «الخصخصة» لحظة رحيل الزعيم.. دمعة فى عيون أدباء مصر جاهين يرثي الزعيم سعد ركيبة: عشت أيام الثورة والكاريزما