يستيقظ أحمد فرحات (62 سنة) قبل صلاة الفجر ويسير بخطوات حثيثة نحو الشاطئ الغربى من نهر النيل، ويهمهم بآيات الذكر وجلب الرزق «يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم توكلنا عليك يا رب». ويركب مركبه الصغير مع أول ضوء من النهار ثم يرمى شباكه وسط النهر ليخرجها بعد فترة وهى خالية من الأسماك فيعاود إلقاءها مرة أخرى فتخرج أسماك معدودة. يظل هذا الرجل على هذا الحال طوال اليوم وربما يبات ليلته بكوخ من البوص لكيلا يعود إلى بيته صفر اليدين. تعلم فرحات الصيد وعمره 12 عاماً مع أبيه، وورث أبناؤه الأربعة بقرية الرهاوى بالجيزة هذه المهنة، لكن بعد أن قل الرزق وضعف الدخل انصرف بعضهم عنها ليعملوا فى مهن وحرف أخرى، لكن الرجل لا يعرف مهنة غير الصيد، فهى كل حياته لو خرج من النهر سيموت. يتذكر «فرحات» الصيد أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ويقول «كان الخير يفيض من النهر لدرجة أننى كنت أصطاد عيارين من السمك -والعيار الواحد وقتها كان يزن حوالى 100 كيلو سمك- لكنى الآن لا أعود إلا ب4 أو 5 كيلو على أقصى تقدير. عندما بدأت الصيد كان سعر كيلو السمك 3 تعريفة الآن وصل سعره 15 جنيه ولا نجده. حال فرع رشيد الآن يرثى له بسبب الملوثات الصناعية والصحية التى تلقى فى النيل على مرأى ومسمع من المسئولين وهو ما تسبب فى موت السمك. ذهبت إلى أسوان ذات مرة ورأيت السمك خلف السد العالى لا يجد من يحمله. وهنا لا نجد الزريعة ورغم تحرير المحاضر للمخالفين فإن بعض الصيادين لا يلتزمون بعدم صيدها وهم مضطرون لذلك لأنهم ضحية لتلوث النهر، خاصة بعد منطقة مصب مصرف الرهاوى وما تلاها من مناطق فى محافظة المنوفية والبحيرة. أقوم بدفع ضرائب وتأمينات سنوية رغم ضعف الحال وكبر سنى. تعداد السكان فى عهد عبدالناصر كان قليلاً جداً مقارنة باليوم «باتكعبل» فى الأحفاد بالبيت والشارع. الخير كان كثيراً أيام «زمان» لكن أين هو الآن؟». أخبار متعلقة: «الوطن» تحيى الذكرى ال42 لرحيل الزعيم: ناصر.. ما زال هنا «الإخوان» فى زمن «ناصر».. و«ناصر» فى زمن «الإخوان» «تعلب»: أنا الفلاح اليتيم بعد «جمال» حلم النهضة الصناعية.. قتيل برصاصة «الخصخصة» لحظة رحيل الزعيم.. دمعة فى عيون أدباء مصر جاهين يرثي الزعيم سعد ركيبة: عشت أيام الثورة والكاريزما عواض:«كان صعيدى جدع وشهم ودماغه ناشفة»