سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العائدون من ليبيا: الميليشيات «الإخوانية» تنكل بالمصريين انتقاماً ل«الإرهابية» المسلحون كانوا يعتدون على من ينطق اسم «السيسى».. ويهللون ويكبرون عندما يسرقون سيارة أى مصرى
«خيبة الأمل راكبة جمل».. بهذا المثل الشعبى وصف عشرات العائدين من ليبيا إلى قراهم بمحافظة القليوبية حالهم بعد خسارتهم «تحويشة الغربة» فى رحلة الهروب من الموت. وقال العائدون، فى تصريحات ل«الوطن»، إن الميليشيات المسلحة وعلى رأسها قوات «مصراتة» الإخوانية، كانت تنكل بالمصريين؛ انتقاماً لما حدث للتنظيم الإرهابى فى مصر. الحزن كان حاضراً بديلاً عن الفرح فى استقبال العائدين لعشرات القرى بمحافظة القليوبية، وقال الأهالى إنهم يشعرون بالمرارة لما تعرض له أبناؤهم من ذل ومهانة، منددين بما وصفوه ب«تخاذل وصمت وقلة حيلة المسئولين فى مصر، وعدم تحركهم بالشكل المطلوب لإنقاذ آلاف الغلابة العالقين على الحدود الليبية التونسية». يقول علاء الدين الصابر (24 سنة): رجعت لمدينتى بنها مفلساً، ولم يكن فى جيبى جنيه واحد، عندما خرجت من ليبيا، ولولا طائرة القوات المسلحة التى نقلتنى من منفذ رأس جدير بين ليبيا وتونس، لمطار القاهرة، لما استطعت العودة إلى مصر. وروى «الصابر» تفاصيل معاناته فى رحلة العودة قائلاً: إن الميليشيات الليبية كانت تمطر المصريين بالرصاص، دون أدنى شفقة أو رحمة، وحتى «الهلال الأحمر الليبى» كانوا يقدمون للنازحين المصريين أسوأ أنواع الطعام، عبارة عن رغيف من الخبز «فينو» مع قطعة من البصل، مضيفاً أن القوات الليبية أجبرتهم على التوقيع على استمارة تفيد بعدم تعرضهم لأى إهانات أو مضايقات بداخل الأراضى الليبية. وأشاد «الصابر» بالقوات التونسية، قائلاً: السلطات التونسية عاملتنا باحترام، وشعرنا وكأننا فى بلدنا الثانى. وأضاف محمود فاروق (27 سنة)، حاصل على دبلوم زراعة: سافرت إلى ليبيا منذ سبعة أشهر، تاركاً زوجتى، وطفلى باحثاً عن لقمة العيش، ولكننى رجعت فى طائرة بعد أن فقدت «تحويشة الغربة» لينطبق علىّ المثل «خيبة الأمل راكبة جمل». وقال إن مسلحين هاجموا مقر إقامته بليبيا ليلاً، واستولوا على كل ممتلكاتهم وأموالهم، وأطلقوا الرصاص لإرهابهم، ما اضطرهم للهرب، مضيفاً: لم تتوقف معاناتنا، عند هذا الحد، فالمسلحون كانوا يهاجموننا طوال طريق العودة، وسلبوا ما تبقى من أموالنا وأجهزة التليفون المحمول. وتابع: قوات «مصراتة» الإخوانية كانت تنكل بالمصريين، وكانوا يهللون ويكبرون عندما يستولون على سيارة أى مصرى، مشيراً إلى أنه أخذ عهداً على نفسه بعدم العودة لليبيا مرة أخرى. والتقط تامر عزت (26 سنة)، خيط الحديث قائلاً: ميليشيات «مصراتة» المدعومة من «أنصار الشريعة» والموالية لجماعة الإخوان، كانت تنكل بأى شخص إذا نطق باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعندما وصلنا بوابة «مصراتة» اشترطوا أن يدفع كل فرد منا 40 ديناراً، لإجراء تحليل لنا قبل عبورنا من البوابة، وأخذوا النقود ولم يفعلوا شيئاً، مضيفاً: قبل وصولنا للحدود المصرية وجدنا أسرة مصرية تحاول الفرار بعد سرقة سيارتها وكل ممتلكاتها. أضاف السيد مجدى السيد، حاصل على دبلوم زراعة، أن الأحداث بدأت فى التدهور مع هجوم قوات مصراتة على مطار طرابلس، مضيفاً أن الميليشيات كانت تداهم «الأحواش»، التى نسكن بها، ويسرقونها كيداً فى المصريين وخاصة الموالين للرئيس السيسى. وقال إن ما يعيشه المصريون فى ليبيا الآن مأساة حقيقية تعجز عن وصفها الألسنة، فهم يتعرضون للسرقة، والتنكيل والقتل، مؤكداً أنه شاهد جثث عدد من المصريين، ولم يستطع إعادتها للوطن، نظراً للوضع الأمنى. واختتم حديثه قائلاً: المصرى فى ليبيا «مالوش دية»، ولا توجد قنصلية ولا سفارة مصرية هناك لكى تحمينا أو تأتى بحقوقنا المسلوبة.