وصف "خبراء" الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على استمرار سياسة سلطة الانقلاب بالعداوة للثورة الليبية والانحياز فيها لطرف ضد آخر بالخطيرة وغير المحتملة، حيث حدث نزيف وتوقف للعملة الصعبة نتيجة تدهور أوضاع العاملين المصريين بليبيا، وتناقص الصادرات المصرية إلى ليبيا، أما احتمال عودة العمالة الليبية للقاهرة فيعد قنبلة موقوتة لمجتمع يعانى ارتفاع معدلات البطالة وقوارب موت بسبب الهجرة غير الشرعية، وإهدار للمشاريع القومية المشتركة. محذرين من خطورة سياسة سلطة الانقلاب الاستبدادية ودعمها عدم الاستقرار والاضطرابات فى ليبيا وتحركها ضد ثورات الربيع العربى فى دول الجوار بما يضر بالمصالح المصرية المباشرة، ويهددها على جميع المستويات. كشفت أزمة المصريين العالقين الهاربين من جحيم المعارك الدائرة فى ليبيا حجم استهتار ولا مبالاة "مصر السيسى" بأرواح المصريين بعد أن دعتهم سلطة الانقلاب للخروج للحدود الليبية – التونسية دون توفير آليات أو مؤن غذائية وصحية ومياه وبدائل آمنة وسريعة، لنقلهم واستمر ذلك أسبوع كامل. الجدير بالذكر أنه قد ساءت الأوضاع الأمنية فى ليبيا منذ بداية العام الجارى، وتزايدت عقب نشوب نزاع مسلّح منذ 3 أسابيع تقريبًا، بين مليشيات مسلحة موالية للانقلابى خليفة حفتر، وقوات تابعة للمؤتمر الليبى فى شرق بنغازى، وتطور القتال حتى وصل إلى العاصمة طرابلس. ونقل شهود العيان من المصريين العاملين بليبيا معاناتهم وإهمال سلطة الانقلاب لهم، وروى العائدين من جحيم ليبيا ، أنهم قضوا أياما صعبة خلال رحلة عودتهم إلى مصر عبر منفذ السلوم البرى، هروبا من الحرب الدائرة بين ثوار ليبيا والانقلابيين هناك ،الأمر الذى دفعهم إلى ترك أموالهم وأعمالهم لمحاولة النجاة بأرواحهم والعودة، وغيرهم نقلوا معاناتهم على الحدود الليبية – التونسية منذ 27 يوليو، حيث طالبتهم سلطة الانقلاب بالتوجه لمنطقة رأس جدير هناك، ولم تتحرك إلا بعد مناشدات من ليبيا وتونس بإسعاف العالقين، وتباطأت فى ذلك لأسبوع كامل. وقال وزير الداخلية التونسى لطفى بن جدو الإثنين: "إنه تم الاتفاق مع الجانب المصرى والليبى على إجلاء نحو 13 ألف مصرى عالقين بمعبر رأس جدير عبر رحلات جوية مصرية وتونسية، والصليب الأحمر الدولى يقول: "إنهم يعانون أوضاعا إنسانية قاسية". وتدفع العمالة المصرية بليبيا والاقتصاد المصرى المنهار أصلا فاتورة وثمن سياسة سلطة الانقلاب تجاه ليبيا والثورة الليبية مما ينذر بكوارث اقتصادية واجتماعية وإنسانية لم ولن تحتملها القاهرة، ولن يكون آخرها أزمة العالقين من العمال المصريين على الحدود الليبية التونسية بعد اشتداد المعارك فى ليبيا، وتخلى سلطة الانقلاب عنهم، وتركهم للصحراء والجوع والعطش لمدة أسبوع كامل. .