اعتبر الظهير الفرنسي باتريس إيفرا أن مصافحة المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز خلال اللقاء الذي جمع فريقيهما مانشستر يونايتد وليفربول (2-1) أمس الأول الأحد على ملعب "انفيلد" في المرحلة الخامسة من الدوري الإنجليزي، كانت "ضرورية" وذلك احتراما لضحايا مأساة ملعب "هيلزبره". وكانت مباراة الأحد الأولى لليفربول بين جمهوره منذ توصل لجنة تحقيق مستقلة إلى خلاصة أن جمهور "الحمر" لا يتحمل أي مسؤولية في مأساة ملعب "هيلزبره" عام 1989 والتي ذهب ضحيتها 96 مشجعا لليفربول بسبب التدافع خلال مباراة في الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس أمام نوتنجهام فورست. وأظهر مانشستر تضامنه مع ليفربول رغم التشنج الذي تسببت به الأغنية التي أنشدها جمهور يونايتد الأحد الماضي أمام ويجان ضد ليفربول والتي تقول "أنتم دائما الضحايا ولم تتحملوا يوما مسؤولية أخطاءكم"، حيث دخل أسطورة "الشياطين الحمر" السير بوبي تشارلتون إلى أرضية الملعب وفي يده 96 وردة حمراء تكريما للضحايا ال96 الذين سقطوا في تلك المأساة، كما أطلق الويلزي راين جيجز الذي ارتدى شارة قائد يونايتد في ظل غياب المدافع الصربي نيمانيا فيديتش بسبب الإصابة، وستيفن جيرارد 96 بالونا أحمر في الهواء. وتوج هذا التضامن بمصافحة بين إيفرا وسواريز الذي أوقف الموسم الماضي لثماني مباريات بسبب توجيهه عبارات عنصرية للمدافع الفرنسي خلال لقاء الفريقين في 15 أكتوبر الماضي. وقد تسبب المهاجم الأوروجوياني بحملة كبيرة من الانتقادات التي وجهت له بعدما رفض في فبرارير الماضي مصافحة المدافع الفرنسي الذي شد لاعب أياكس السابق بذراعه لكي يجبره على مصافحته إلا أن الأخير أبى فعل ذلك، وانتقل مباشرة إلى الحارس الإسباني دافيد دي خيا بحركة أقل ما يقال عنها "غير أخلاقية". ورأى إيفرا أن أجواء مباراة الأحد وتاريخ الناديين أهم بكثير مما حصل في الماضي مع سواريز، مضيفا "أعتقد أن الكلمة الأهم لليوم هي الاحترام لأن المباراة كانت بين فريقين اختبارا مأساتين كبيرتين"، في إشارة منه إلى "كارثة ميونيخ 1958" التي ذهب ضيحتها 23 شخصا بينهم ثمانية لاعبين وثلاثة من أفراد الجهاز الفني لمانشستر يونايتد بعد تحطم طائرة "الشياطين الحمر" في ميونيخ أثناء رحلة العودة من إحدى مباريات كأس أوروبا أمام نادي ريد ستار بلغراد اليوغوسلافي. وأضاف إيفرا في حديث لتفلزيون مانشستر يونايتد "لهذا السبب، ورغم أن كثيرًا من الناس تحدثوا عن مصافحتي لسواريز، فإن تاريخ الناديين أكبر من ذلك، لهذا السبب فكرت أن عدم مصاحفتي له يظهر عدم احترامي لتاريخ الناديين. في نهاية المطاف صافحني وكان الأمر الأهم أن نحترم العائلات التي فقدت عديدًا من أفرادها".