غاب الدبلوماسيون الأوروبيون والأمريكان والعرب عن حفل توديع السفير الإيراني، مجتبى أماني، بمناسبة انتهاء مهمته كمدير لمكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر، ولم يحضر أي من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى القاهرة، باستثناء السفير اللبناني خالد زيادة، والقائم بالأعمال السوري محمد عنفوان النائب، وحضر سفير أذربيجان شاهين عبداللايف، وعدد من سفراء دول جنوب شرق آسيا. وأكد السفير الإيراني، خلال حفل توديع أقامه بمنزله بمناسبة إنتهاء فترة عمله في مصر، أنه جاهد خلال فترة عمله التي استمرت لأربع سنوات وأربع شهور في محاولات التقريب بين البلدين. وأوضح السفير في تصريحات ل"الوطن" أن السفير الجديد لطهران مقرر وصوله مصر خلال شهر تقريبا، ويدعى "محموديان". وقال السفير: "أهنئ مصر الحبيبة وشعبها بمناسبة شهر رمضان، وأؤكد أننا نحترم مصر وشعبها وانجازاتها؛ فشعبها الواعي قادر على القيام بدور بناء لتوفير الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة، والمصريين قادرين بعد ثورتهم المجيدة أن يواجهوا التحديات ويتغلبوا عليها، من خلال وحدتهم الشعبية وإدارتهم الحكيمة، وهذا الشعب هو صاحب قراره وأمره، وقادر من خلال قوته وموارده ومساعدة أصدقاءه أن يواجه التحديات ويقرر مصيره". وشدد السفير على أن إيران سوف تساعد هذا المسار التقدمي في مصر، قائلا: "نحن نضع كل الانجازات الإيرانية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية تحت تصرف إخواننا المصريين والعلاقات الودية بين الشعبين الإيراني والمصري والمشتركات بينهما ستجعل قوتهما غير قابلة للمنافسة، والجمهورية الإسلامية في إطار تطبيقها لسياستها الخارجية ستتعاون مع مصر لفتح آفاق جديدة وطي صفحات الماضي في كل المجالات". وأعرب السفير عن أسفه من وجود بعض المواقف المذهبية التي تثير الكراهية والبغضاء بين السنة والشيعة، نتيجة صعود التيارات التكفيرية في الفترة السابقة، مضيفًا: "نتوقع من الأزهر التشجيع على التقارب والتسامح، وإيران تعتبر نفسها من أقدم من عرض مشروع تقريب المذاهب والوحدة الإسلامية، وتحريم الإساءة لأي من رموز أهل السنة والجماعة، من خلال فتاوى عديدة للإمام خامنئي وغيره من أئمة الشيعة في إيرانوالعراق". وأكد أن إثارة تلك النزاعات الطائفية ما هو إلا محاولة من قوى الاستكبار العالمية لإشغال المسلمين عن قضيتهم الأساسية وهي فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. ومن جانبه أكد السفير أحمد الغمرواوي، رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية، أن الصهيونية العالمية التي تسيطر على صانع القرار الأمريكي تحاول أن تفرق بين دول الأمة الإسلامية، لتحقيق مصالحها، موضحًا أن العلاقات المصرية الإيرانية كانت قوية ومتشعبة ووصلت لدرجة النسب والمصاهرة قبل قيام دولة إسرائيل، مؤكدًا أن مؤامرة ضرب العراقبإيران خلال الثمانينيات كانت مؤامرة أمريكية إسرائيلية لخلق صراع سني شيعي في المنطقة، يحل محل الصراع العربي الإسرائيلي. وقال نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، ل"الوطن" خلال حضوره الحفل، أنه يجب التواصل مع كل الدول الاسلامية. وردًا على استفسار "الوطن" حول مدى دقة اتهام القوى السنية في العراق والمنطقة بدعم تنظيم "داعش" ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشيعية، قال: "داعش منبوذة من أهل السنة وليست بهذا الحجم الضخم، ولكن هناك مشكلات سياسية سببها رئيس الوزراء العراقي المالكي، وحتى القوى الشيعية تعارضه وخاصة التيار الصدري الذي قاطع الانتخابات العراقية"، ودعا "نعيم" إلى ضرورة نزع فتيل الأزمة لأنها يمكن أن تؤدي إلى حرب لن ينتصر فيها السنة أو الشيعية، بل سينتصر فيها إسرائيل وأمريكا على المسلمين. ودعا الطاهر الهاشمي القيادي الشيعي في مصر، إلى ضرورة التواصل والتعاون بين البلاد الاسلامية، وضرورة الاستفادة من الانجازات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية التي حققتها إيران، نافيًا إمكانية أن يؤدي ذلك إلى انتشار المذهب الشيعي في مصر. حضر الحفل عدد من علماء الأزهر من بينهم الشيخ الدكتور أحمد كريمة، والشيخ توفيق وهبة، والفنان يونس مخيون، والسفير عبدالله الأشعل، المرشح الأسبق للرئاسة، وعدد من رجال الأعمال، والدبلوماسيين، والإعلاميين.