أقام رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجتبي أماني، حفل لتوديع المصريين بمقر إقامته بضاحية مصر الجديدة. غاب عن الحفل ممثلون عن وزارة الخارجية والسفراء العرب بالقاهرة فيما عدا سفير لبنان بالقاهرة ومندوبه لدي الجامعة د. خالد زيادة. برز ضمن المشاركين عناصر من تحالف دعم الإخوان د. مجدي قرقر، الذي بدا معزولاً ولاقى حضوره استياء من بعض الحاضرين، خاصة الإعلاميين فيما شوهد أيضا القائم بالأعمال السوري بالقاهرة. كما حضر القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، والفنان عبدالعزيز مخيون، ورئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية السفير أحمد الغمراوي، والناشط القبطي عضو جبهة الاتقاذ جورج اسحاق. كما غاب الدبلوماسيون الأوروبيون والأمريكان عن حفل توديع السفير الإيراني مجتبى أماني بمناسبة انتهاء مهمته كمدير لمكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر. وقال السفير خلال كلمته بالحفل "أهنئ مصر الحبيبة وشعبها بمناسبة شهر رمضان، وأؤكد أننا نحترم مصر وشعبها وانجازاتها، فشعبها الواعي قادر على القيام بدور بناء لتوفير الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة، والمصريين قادرين بعد ثورتهم المجيدة أن يواجهوا التحديات ويتغلبوا عليها، من خلال وحدتهم الشعبية وإدارتهم الحكيمة، وهذا الشعب هو صاحب قراره وأمره، وقادر من خلال قوته وموارده ومساعدة أصدقاءه أن يواجه التحديات ويقرر مصيره". وشدد السفير على أن إيران "ستساعد هذا المسار التقدمي في مصر، ونحن نضع كل الانجازات الإيرانية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية تحت تصرف إخواننا المصريين"، وتابع: "والعلاقات الودية بين الشعبين الإيراني والمصري والمشتركات بينهما ستجعل قوتهما غير قابلة للمنافسة، والجمهورية الإسلامية في إطار تطبيقها لسياستها الخارجية ستتعاون مع مصر لفتح آفاق جديدة وطي صفحات الماضي في كل المجالات". وأعرب السفير عن أسفه من وجود بعض المواقف المذهبية التي تثير الكراهية والبغضاء بين السنة والشيعة؛ نتيجة صعود التيارات التكفيرية في الفترة السابقة، وأضاف: "نتوقع من الازهر التشجيع على التقارب والتسامح، وإيران تعتبر نفسها من أقدم من عرض مشروع تقريب المذاهب والوحدة الإسلامية، وتحريم الإساءة لأي من رموز أهل السنة والجماعة، من خلال فتاوي عديدة للإمام خامنئي وغيره من أئمة الشيعة في إيرانوالعراق". وأكد أن إثارة تلك النزاعات الطائفية ما هو إلا محاولة من قوى الاستكبار العالمية لإشغال المسلمين عن قضيتهم الأساسية وهي فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. من جانبه أكد السفير أحمد الغمرواوي رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية، أن الصهيونية العالمية التي تسيطر على صانع القرار الأمريكي تحاول أن تفرق بين دول الأمة الإسلامية، لتحقيق مصالحها، موضحًا أن العلاقات المصرية-الإيرانية كانت قوية ومتشعبة ووصلت لدرجة النسب والمصاهرة قبل قيام دولة إسرائيل، مؤكدًا أن مؤامرة ضرب العراقبإيران خلال الثمانينيات كانت مؤامرة أمريكية-إسرائيلية أيضا لخلق صراع سني - شيعي في المنطقة، يحل محل الصراع العربي- الإسرائيلي.