أعلن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، اليوم، إن المواجهات المسلحة التي تدور بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، والقوات العراقية، ربما تدل على مدى ضعف الأخيرة، مشيرًا إلى أن الدلالة الأكثر أهمية تكمن في أن العشائر السنية تمثل "كلمة السر" في الصراع المتصاعد بين الطرفين، بشكل يمكن أن يحولها إلى الرقم الأهم في ترجيح كفة أي منهما في المواجهات الحالية. وقالت دراسة أعدتها وحدة دراسات الأمن الإقليمي بالمركز تحت عنوان "أزمة متصاعدة.. أبعاد ودلالات الصراع بين تنظيم "داعش" والحكومة العراقية"، أن التقدم الكبير لمقاتلي "داعش" ونجاحهم في السيطرة على العديد من المدن العراقية، سوف يفرض بعض التداعيات الخطيرة التي ربما تتجاوز الحدود العراقية لتمتد إلى بعض دول المنطقة، ولا سيما دول الجوار، ومنها، "توفير ممر للمسلحين بين محافظتي الأنبار والموصل وبين الحدود السورية، وهو ما يمكن أن يسهل عمليات تهريب الأسلحة والأموال والمقاتلين بين مختلف جبهات القتال، وأشارت تقارير عديدة إلى أن مقاتلي التنظيم استثنوا المدرعات من معدات الجيش العراقي التي أتلفوها وقاموا بإرسالها إلى مناطق القتال في سوريا. وأشارت الدراسة، إلى أن من بين التداعيات المتحملة لتقدم (داعش) هو تدفق المئات من الجهاديين إلى العراق من جديد، تحت شعار "الجهاد من أجل نصرة أهل السنة ضد الطائفة الشيعية"، وهو احتمال من شأنه تحويل العراق، خلال الفترة المقبلة، إلى "بؤرة جهادية جاذبة"، بشكل يمكن أن يساهم في توفير امتداد جغرافي واسع للتنظيمات الجهادية في المنطقة ويمكن أن تنتقل بسهولة بين سورياوالعراق. ولفتت إلى تزايد احتمالات اندلاع حرب طائفية جديدة في العراق، وبخاصة بعد دعوة التنظيم لمقاتليه ب"الزحف إلى بغداد وكربلاء"، عندما قال المتحدث باسم التنظيم أبي محمد العدناني، إن "تصفية الحساب لن تكون في سامراء أو بغداد، وإنما في كربلاء والنجف"، مشيرة إلى أن ذلك سوف يدفع القوى والميليشيات الشيعية إلى الدخول في مواجهات عسكرية مع التنظيم، بشكل سوف يؤدي في كل الأحوال إلى تصاعد حدة عدم الاستقرار في العراق. وحذر المركز الاقليمي للدراسات، من انتقال عدوى المواجهات المسلحة في العراق إلى دول الجوار، وبخاصة إذا ما أخذ الصراع بعدًا طائفيًا، بشكل يمكن أن يدفع دولًا مثل إيران إلى تقديم مساعدات مباشرة إلى الحكومة العراقية بهدف مواجهة عمليات التنظيم وإجهاض خططه للتحرك نحو بغداد.