سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«داعش» على بعد 100 كيلومتر من «بغداد».. و«المالكى» يستغيث بأمريكا المسلحون يتقدمون فى سامراء.. وقائد التنظيم يدعو أنصاره للزحف نحو العاصمة.. وأمريكا تتعهد ب«مساعدة عسكرية»
واصل المسلحون هجومهم المفاجئ فى العراق، وسيطروا على ناحيتين تقعان على بعد أقل من 100 كيلومتر من شمال العاصمة بغداد، فى وقت أبلغت فيه الحكومة العراقية تقبلها تنفيذ غارات أمريكية بطائرات «من دون طيار» لإجهاض تحركات المسلحين التى انسحب الجيش العراقى من أمامها. وفى حين تقول وسائل الإعلام الرسمية والعالمية إن المسلحين يتبعون تنظيم «داعش»، يؤكد عدد من القيادات السياسية أن ما يحدث فى العراق ثورة شعبية ضد سياسات «المالكى» الطائفية وضد الميليشيات الإيرانية التى تحكم العراق. واندلعت، أمس، اشتباكات بين المسلحين وقوات حرس إقليم كردستان العراق «البشمرجة» فى محافظة دهوك، قرب الحدود الإدارية مع نَيْنَوى، التى أصبحت تحت سيطرة المسلحين، ودارت اشتباكات فى سامراء بين قوات عراقية والمسلحين عند المدخل الشمالى للمدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات شمال بغداد. وسيطر مسلحون على ناحية الضلوعية التى تقع على بعد 90 كيلومتراً شمال بغداد، وعلى ناحية المعتصم القريبة، مساء أمس الأول، وفق ما ذكره عضو مجلس بلدى فى الضلوعية وشهود عيان لوكالة أنباء «فرانس برس». وقال قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوى، ل«فرانس برس» إن «قواتنا مستعدة لحماية سامراء»، مضيفاً أن «الوضع مستقر والقوات فى إعادة تنظيم وتستعد لتطهير المناطق التى سيطر المسلحون عليها أو التى غادرتها القوات الأمنية على أطراف المدينة». وقال أحد سكان سامراء: «هناك هلع بين المواطنين، والإقبال كبير على شراء المواد الغذائية، والسكان يشعرون بالخوف». ودعا المتحدث باسم «داعش»، أبومحمد العدنانى، التنظيم إلى مواصلة «الزحف» جنوباً نحو العاصمة بغداد ومدينتى كربلاء والنجف الشيعيتين. وقال «العدنانى»: «واصلوا زحفكم، فإنه ما حمى الوطيس بعد، فلن يحمى إلا فى بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا». وفى المقابل، قال مازن التميمى، المتحدث الرسمى باسم المجلس السياسى للمقاومة العراقية، فى اتصال مع «الوطن»، إن «الأفراح تعم مدينة الموصل بعد تحريرها من قوات وميليشيات المالكى الطائفية التابعة لإيران، ولا صحة لما يقال حول سيطرة تنظيم داعش الذى لا يمثل سوى 5% من القوات الموجودة على الأرض». وأضاف: «تم تعيين اللواء الركن أزهر العبيدى محافظاً لنينوى، وهو واحد من القيادات الوطنية بالجيش العراقى الوطنى السابق، جيش نظام صدام حسين، وكان من الذين خاضوا الحرب ضد إيران، وأؤكد هنا أن من يقود المعارك هى قيادات وطنية من الجيش العراقى السابق على أعلى مستوى، وليس الميليشيات الطائفية التى حكمت العراق». وقال «التميمى» إن «المالكى هو الذى يشيع أن داعش هى التى تسعى للسيطرة، ويريد أن يحولها إلى أن الحراك عمل سنى إرهابى، وهذا غير حقيقى بالمرة، نحن ثورة شعبية عابرة للطوائف، بيننا الشيعى، وأنا شيعى، وبيننا السنى والكردى والصابئة، وداعش المدعومة إيرانياً لا يمكن أن تقوم بعمل منظم مثل هذا». وحول تطورات العمليات بالنسبة للعاصمة، قال «التميمى» إن «دخول بغداد تحدده غرفة العمليات العسكرية وفق تطورات الوضع الميدانى، لكن القوات الآن عند سامراء، وصلاح الدين تحت سيطرتنا بالكامل، وتوجهنا نحو ديالَى، ومنطقة بلد حول العاصمة». وقررت قيادة عمليات بغداد إغلاق مداخل ومخارج العاصمة بشكل يومى، بدءاً من الساعة ال10 مساء وحتى ال6 صباحاً، بعد دعوة «العدنانى» للتوجه نحو بغداد. وقال وكيل وزارة النفط العراقية معتصم أكرم، لوكالة أنباء الأناضول، إن «أغلب الأنابيب النفطية فى المنطقة الغربية أصبحت خارج نطاق سيطرتنا، وتخضع لسيطرة الجماعات الإرهابية التى تحاول سرقة النفط من خلال سيطرتها على تلك الأنابيب». وعلى الصعيد الدولى، تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس الأول، بتقديم مساعدة عسكرية للعراق لمحاولة وقف هجوم مقاتلى «داعش»، إلا أن واشنطن استبعدت إرسال جنود إلى العراق رغم التقدم السريع للجهاديين الذين سيطروا على مناطق واسعة، وفق الخارجية الأمريكية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، فى بيان، إن «واشنطن تدين بشدة الهجمات الأخيرة، والولاياتالمتحدة ستدعم القادة العراقيين من جميع الأطراف السياسية فى سعيهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية للانتصار فى المعركة ضد الدولة الإسلامية فى العراق والشام». وأبلغ العراق رسمياً واشنطن أنه منفتح على فكرة ضربات جوية أمريكية لصد الهجوم الجهادى على أراضيه، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس» عن مسئول غربى، أمس الأول. وقال المسئول إن «إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس عدة خيارات لمساعدة بغداد وتقديم دعم عسكرى لها، وعلى الأرجح من خلال ضربات تقوم بها طائرات بدون طيار». ومن ناحيته، أكد مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية أن بغداد لم تقدم رسمياً أى طلب حتى الآن. وقالت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية إن «الرئيس الأمريكى لم يقدم سوى دعم فاتر لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى»، ونقلت عن السيناتور الجمهورى فى لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ بوب كروكر قوله: «من الواضح أنه لم يكن رئيس وزراء جيداً، ولم يحسن مد الجسور مع السكان السنة، ما جعلهم أكثر قبولاً لمساعى القاعدة». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، المجتمع الدولى إلى توحيد صفوفه للتعبير عن تضامنه مع العراق الذى يواجه تحدياً خطيراً على الصعيد الأمنى. فيما أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الأول، تصعيد العنف فى مدينة الموصل من جانب ما وصفه بتنظيم إرهابى يحاول زعزعة استقرار المنطقة. وكانت بداية الأحداث فى الموصل، قد اندلعت إثر شن مسلحين هجوماً مفاجئاً، قبل 3 أيام، على المدينة، التى تعد ثانى أكبر مدن العراق، وسيطروا عليها بالكامل، ثم انتقلوا بعدها نحو محافظة صلاح الدين واقتربوا أكثر نحو العاصمة بغداد.