تحت أفرع شجرة، وقف ليستظل بظلها من حرارة الشمس الحارقة أمام لجنته، حسن عبدالعظيم، يحاول جاهدًا الدخول إلى اللجنة للإدلاء بصوته، "دخلوني انتخب زي الناس، النهاردة آخر يوم"، لكن رجال الجيش حاولوا منع دخوله، فهو لا يجد اسمه في كشوف الناخبين: "أنا عملت ورقة الوافدين بدل ما أسافر وليا حق التصويت، ألحق أسافر إزاي دلوقتي المنصورة". بضيقة صدر، جلس الرجل الخمسيني على رصيف مدرسة كلية النصر بحي المعادي، آملاً بأن يستجيب الجيش لنداءه ويدخل ينتخب الرئيس القادم، متحدثاً مع نفسه بصوت مسموع: "ياريتني سافرت من الأول زي كل مرة، كان زماني انتخبت وخلصت"، متسائلاً "يعني لو مشيت دلوقتي ألحق أوصل البلد؟، ده لو لحقت مش هخلص الناس كلها هتنزل باليل عشان الحر". "علامة النصر"، لم يجد غيرها "حسن" لتعوضه عن عدم مشاركته في الانتخابات، "ملقتش غيرها اللي أرود عليها على أي واحد، سبب في أنه يحرمني من اللحظة دي، ليا الشرف إني مصري وشاركت في ثورة 30 يونيو، ومش هضايق نفسي إني معرفتش انتخب عشان واثق إن المصريين كلهم قدها وهيعملوها"، مضيفًا، "وبالنسبة للناس اللي بتقول العدد قليل ومقاطعين، أحب أقولكم عدد قليل من غير زيت وسكر أحسن بكتير بيهم".