أمام لجنته وقف يحاول جاهداً الدخول للإدلاء بصوته: «عايز أنتخب وأقول نعم للدستور»، لكن رجال الجيش حالوا منع دخوله، فهو لا يحمل بطاقة رقم قومى: «قالولى لازم البطاقة، طيب أعمل إيه بطاقتى واحد أخدها منى وقالى هارجعهالك تانى وادانى 100 جنيه»، قالها إبراهيم جزقيال، مواطن مصرى، فرد عليه ضابط الجيش على باب اللجنة «إديتها لمين يا حاج؟ انت كده صعب جداً تدخل اللجنة عشان لازم البطاقة». بضيقة صدر جلس الرجل السبعينى على رصيف مدرسة البساتين، بحى المعادى، متحدثاً بلهجة صعيدية مع نفسه بصوت مسموع: «ياريتنى ما اديتها للراجل اللى خدها منى، ده قالى أنا مش إخوان، وهارجعهالك على طول وإنه هيجيبلى شقة ليا انا وعيالى الخمسة»، متسائلاً «وإيه العمل دلوقتى؟، اعطر عليه فين المخفى ده». «إبراهيم» القادم من أسيوط قبل 8 سنوات، قرر أن ينتظر على باب المدرسة أملاً أن يجد من أخذ بطاقته وسط المواطنين، «يمكن أعطر عليه وأجيبه من قفاه»، واستمر الرجل العجوز فى البحث وسط وجوه المارة، حتى جاءت ساعة إغلاق باب المدرسة: «يعنى كده مش هانتخب، ومش هاقول نعم وضحكوا عليا، بس أنا بقى مش هامشى من هنا لحد ما ادخل زى الناس الحلوة دى، وأقول نعم للدستور».