نظرات المجتمع "المريبة"، مع خوف الأهالي الناتج عنها، جعل من "الفساتين" أمرًا مقصورًا على المناسبات والاحتفالات فقط، بعدما كانت متاحة بحرية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومع التسليم بوجود المتحرشين في الشوارع، تكاد تكون قد اختفت الفساتين تمامًا حتى ظهرت مبادرة "هنلبس فساتين" منذ عدة أشهر. نجاح المبادرة التي لاقت إعجاب الكثيرات ونزلن بالفعل مرتديات الفساتين، شجع مجموعة من الفتيات والشباب إلى الدعوة ل"هنلبس فساتين تاني"، "الهدف الرئيسي من الفاعلية هو تشجيع الفتيات النزول من بيوتهن والحركة في الشوارع بحرية، فمن الطبيعي أن ترتدي الفتاة فستان، ولكن الغريب الخوف من ارتدائه لتجنب المتحرشين، هكذا وضح مايكل نزيه، الناشط في مجال حقوق المرأة، وأحد المنظمين للفاعلية. اختار مايكل مع منظمي الفاعلية "الأوبرا" كونها رمز الثقافة والحضارة والتنوير، لتوجيه رسالة للناس بالشوارع أن الجميع يحتاج للثقافة والتمسك بالتحضر، فكما يوضح "نزيه" أن المقصود من ثقافة الفساتين ليس الفستان في حد ذاته، إنما ثقافة الاحترام المتبادل والتي منها احترام اختيار الفتاة لملابسها، دون التعرض لها. ويرى نزيه أن الفاعلية لا يحدد نجاحها بكثرة أعداد المشاركين فيها، فالعدد ليس مهم مقارنة بالرغبة في تحريك المياه الراكدة وتغيير الفكرة بأن التحرش ليس سببه الرئيسي ملابس الفتاة، فالفكرة بسيطة وليست خارقة، فنحن نحاول كسر الحاجز النفسي لكي نرتدي ما نريد وليس كما يريد المجتمع.