مُدرجات مهدمة، وأسقف محترقة، وجدران متآكلة، هذا هو حال كلية التجارة بجامعة الأزهر بعد تعديات طلاب الإخوان على الأبنية والمدرجات. لم يقترب من وقتها "نادر عبدالعزيز" من أبواب كليته، واكتفي فقط بالوقوف أسفلها متأملا الأشباح التي صارت تسكن كليته بعد أن كانت حافلة بالزخارف المعمارية. شهرين مرا على تخريب مباني الكلية، وأيضا على وعود الإدارة بتجديدها وإعادة تشييد المدرجات، لكن الحال لم يتغير، ويتلقي "نادر" وزملائه المحاضرات في كلية العلوم في الوقت الذي يستغل فيه بعض الطلاب والموظفين خلو مباني كليتهم من الأقدام ليقذفون إليها مخلفاتهم قائلا: "طبعا المبني بقي مكان مهجور ولونه بقي كئيب وريحته كلها حريق، المدرجات بقت مكسرة وفوق بعضها، وبنضطر ناخد محاضراتنا في كليه العلوم لحد ما يجددوا لنا المبني". 500 طالب بكلية العلوم قرروا مشاركة زملائهم بكلية التجارة حماية المدرجات والأبنية من أي اعتداء متوقع من قبل طلبة الإخوان، وشكلوا لجانًا لتوعية باقي الطلاب بضرورة الإبلاغ عن أي محاولة لإثارة القلق داخل المدرجات، ويقول "نادر" :"اتفقت مع الزملاء في كلية العلوم على عمل لجان سرية لحماية الجامعة من أي محاولة للتكسير أو الحرق أو التدمير والإبلاغ عنها فورًا للإدارة لاتخاذ اللازم". "جامعتي مسئوليتي" هي عنوان المبادرة التي قرر "نادر" وزملاؤه تدشينها في القريب بهدف تفعيلها في باقي الكليات لنشر الوعي بضرورة حماية المدرجات من محاولات التشويه المتعمد للمباني من قبل المخربين، وبحسب قوله: "أكتر من 100 طالب بجامعة الأزهر وافقوا علي الفكرة من كليات مختلفة علشان نحمي الكليات والمدرجات من التخريب، ويكون كل طالب مسؤول عن جزء في كليته، وبكده نحافظ عليها قدر المستطاع ".