وكأن كورونا وحدها لا تكفي للنيل من بعض مصابي فيروس كورونا المستجد بالصين، حيث ربطهم قدرهم بموعد مع انهيار مبنى فندق في شرقي الصين يستخدم كحجر صحي لهم، ما تسبب في وجود 70 شخصًا تحت الأنقاض، بحسبما أفادت به قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية. سلطات مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، أعلنت محاصرة عدد غير محدد حتى الآن من الأشخاص نتيجة انهيار فندق في مدينة "تشوانتشو" بالمقاطعة، وذكرت السلطات، في بيان لها، أن الحادث وقع مساء أمس بالتوقيت المحلي لبكين، وأن أعمال البحث والإنقاذ قائمة في الوقت الراهن. حكومة مدينة كوانزو الصينية، تمكنت من إنقاذ 223 شخصًا من المصابين بالفيروس، وهو ما أثار تساؤلًا حول مصير هؤلاء المصابين، ومدى تأثير الفيروس عليهم بعد الحادث؟ وكيف يجب أن تتعامل معهم الصين؟. وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور أحمد السنوسي رئيس قسم الفيروسات بجامعة القاهرة، إن انهيار الفندق على رؤوس المصابين بكورونا سيجعل الفيروسات عالقة في المواد البنائية والحجارة التي هدمت، إلى أن تفسد المادة الفيروسية أو ترتفع درجات الحرارة نتيحة الهدم حتى يحدث قتل لتلك النفايات. وأضاف "السنوسي" ل"الوطن"، أن كورونا مرض فيروسي كغيره، لا يزول سوى بمصل معالج، فيما ستظل العدوى الفيروسية قائمة مع المصابين في ذلك الفندق، ويجب استكمال وضعهم في حجر صحي حتى بعد إنقاذهم من الأنقاض. وتابع أستاذ الفيروسات أن تأثير الفيروس سيكون أشد عليهم من الإنسان العادي وذلك بعد تعرضهم لموقف صعب، جعلهم يعيشون ساعات من الرعب. ومن جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، خبير الأمراض المعدية بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية وأستاذ الفيروسات، إلى أن المصابين بكورونا الذين شاهدوا الحادث داخل الحجر الصحي، سيصبحون أكثر عرضة لخطر الوفاة أكثر من غيرهم. وفسر "عز العرب" ل"الوطن"، سبب ما قال إن الجانب النفسي أحد أهم العوامل التي تساهم في التصدي لكورونا، مضيفًا أن ما حدث في الفندق سيؤثر على معنوياتهم، والتي تساهم بشكل مباشر في ارتفاع معدل مناعتهم. وأشار أستاذ الفيروسات إلى أن الفيروس المستجد يجب أن يتم الاستعداد له بتقوية المناعة، والتي بدورها تقل مع الحوادث والأزمات وحالات الخطر كما هو الحال مع الحجر الصحي الصيني، موضحًا أن كل الأمراض الفيروسية والبكتيرية تحتاج إلى ضبط جهاز المناعة لاستقرار الحالة، ما يعطي فرصًا أكبر في الشفاء.