أكد سياسيون وقيادات أحزاب، أن المظاهرات التى دعا إليها تحالف «دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، التى من المقرر أن تبدأ اليوم، سيكون مصيرها الفشل، ولن تحدث أى تأثير، وأن الإخوان يخططون لإرباك المشهد السياسى قبل بدء الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى محاولة كسب تعاطف المجتمع الدولى. محملين أجهزة الدولة المسئولية عن استمرار مظاهرات «الإرهابية» لعدم التصدى لها بكل حسم على مدار الفترة الماضية. وأكد السفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر، أن مظاهرات تنظيم الإخوان، اليوم، ستفشل، ولن يكون لها أى صدى جماهيرى، بل ستصبح هذه المظاهرات «المسمار الأخير فى نعش التنظيم الإرهابى»، على حد قوله. وأوضح أن الهدف الأساسى من تظاهرات «19 مارس»، هو محاولة إرباك المشهد السياسى فقط، وإرسال رسائل إلى الخارج بأنهم يقاومون وقادرون على الصمود، وأن الوضع الداخلى للبلاد غير مستقر، مشدداً على ضرورة أن تقوم الدولة المصرية بالتصدى لفعاليات «الإخوان» ومخططاتهم بكل حزم وشفافية. أكد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن الحكومة هى المسئول الأول عن استمرار تظاهرات الإخوان، وأن العمليات الإرهابية التى استهدفت ضباط وجنود الجيش والشرطة، خلال الفترة الماضية، كانت كفيلة باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد «التنظيم»، وأبرزها تفعيل قانون الطوارئ مجدداً، وتقديم الجناة إلى محاكمات عسكرية عاجلة. وقال «زهران» إن مؤسسات وأجهزة الدولة لم تحرك ساكناً لتفعيل قرارات اعتبار الإخوان «تنظيماً إرهابياً»، بل تركت أربعة من رؤساء الجامعات المنتمين إلى تنظيم الإخوان، فى مناصبهم حتى الآن، على حد قوله، وبالتالى يكون من الطبيعى استمرار الشغب داخل الجامعات المصرية. وحذر أستاذ العلوم السياسية، من خطورة ما وصفه ب«المبادرات العبثية» التى تهدف إلى إجراء مصالحة بين الدولة والإخوان، قائلاً إنه من العبث أن يسعى بعض رجال الدولة للتصالح مع قيادات الإخوان الطلقاء، وعقد الصفقات، وإن هذا عبث غير مقبول فى ظل التحركات الإرهابية المستمرة للإخوان، بهدف نشر الفوضى بالشارع المصرى، وتهديد الأمن القومى للبلاد. ووصف محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، مظاهرات الإخوان ب«الإفلاس السياسى» الذى أصاب «التنظيم»، وأن الإخوان لم يعودوا قادرين على الحشد، كما كانوا فى السابق، وافتقدوا الكثير من قدراتهم التنظيمية والشعبية بسبب ممارساتهم «الإرهابية»، فضلاً عن الضربات الأمنية المتلاحقة لهم. وقال الدكتور كمال الهلباوى القيادى الإخوانى المنشق: إن الإخوان لم يتعلموا الدرس، ولم يتعظوا من أخطاء الماضى، ولديهم مشكلة كبيرة فى فهم الواقع وقراءته، ويظنون خطأً أن استمرار مظاهراتهم من الممكن أن يغير الواقع، ويعيد ما يعتبرونه «الشرعية». وقال الدكتور يسرى العزباوى الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن السبب الرئيسى فى استمرار مظاهرات الإخوان، هو ضعف الدولة عن تطبيق قانون التظاهر. وإن هذه المظاهرات ستتزايد خلال الفترة المقبلة، خصوصاً داخل الجامعات، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن إجراء الانتخابات بنجاح سيكون «القشة التى تقصم ظهر الإخوان». وأن «التنظيم» يهدف لاستعطاف الرأى العام الدولى، وتصعيد الضغط الخارجى على مصر، قبل انتخاب رئيس شرعى بإرادة جماهيرية عبر صندوق الانتخابات. أعلنت غالبية القوى الثورية رفضها المشاركة فى تظاهرات تنظيم الإخوان الإرهابى، المقررة اليوم، فى الذكرى الثالثة لاستفتاء 19 مارس على التعديلات الدستورية بعد ثورة 25 يناير، فى عهد المجلس العسكرى السابق، وشهدت وقتها أزمة كبيرة بين الثوار والإخوان والمجلس العسكرى. ودعا «تكتل القوى الثورية» النشطاء والثوار إلى عدم المشاركة فى التظاهرات. وقال عمرو على، المنسق العام لحركة 6 أبريل، ل«الوطن»: إن الحركة عليها أن ترفض بشكل قاطع المشاركة فى أى تظاهرات للإخوان؛ لأن الحركة ليست ظهيراً سياسياً لأى أحد، وإن تظاهراتها يجب أن تكون نابعة من رؤيتها وأهدافها وبطريقتها، مشيراً إلى أن جميع فعالياتهم التى ينظمونها منفصلة تماماً عن تظاهرات الإخوان، وأن الحركة تتعاون فقط مع القوى السياسية والثورية والأحزاب التى لها نفس الأهداف.